آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إسماعيل محمد تركستاني
عن الكاتب :
كاتب سعودي

تطوير المنظومة الصحية سيصطدم بضبابية النظام الصحي


إسماعيل محمد تركستاني ..

يمكن القول بأن السعي وراء تطوير المنظومة الصحية سوف يصطدم بعوامل عدة، مثلا: النظام الصحي ما زال غير واضح المعالم (سواء للرعاية الصحية الأولية أو الرعاية المتقدمة بالمستشفيات المتخصصة)، وذلك لأسباب متعددة منها عدم وجود رؤية واضحة حيال النظام الصحي يمكن تطبيقها من خلال استراتيجيات صحية وأهداف مدروسة.

أيضا غياب المهنية (الاحترافية) في البرامج التطويرية والتطبيقية (الصحية) والتي تهدف إلى بناء بنية تحتية تهتم بالوقاية والصحة العامة للمجتمع (وذلك بدلا من الذهاب إلى المنشأة الصحية وقت الحاجة فقط).
وعدم استمرارية البرامج التطويرية السابقة كان كنتيجة للتغييرات المتتالية مع كل وزير يأتي إلى قمة الهرم الإداري لجهاز الوزارة. وأخيرا وليس آخرا، ضعف الخبرات الفنية لدى العاملين بالقطاع الصحي، وذلك لأسباب متعددة منها ما سبق ذكره مثل ضعف الرؤية الإستراتيجية لبرامج التدريب في مختلف المهن الصحية (الطبية منها والمساندة مثل المختبرات، الأشعة وغيرها).

إذن، كل العوامل (التي ذكرت) قد نراها مترتبة بعضها على بعض (تأتي متتالية)، النظام الصحي غير واضح نتيجة غياب الرؤية التطبيقية والذي كان نتيجة غياب الاحترافية في بناء منظومة صحية والمبني على خبرات فنية (ضعيفة) لدى العامل بالقطاع الصحي (وخاصة على مستوى القيادات الصحية سواء بالوزارة أو الشؤون الصحية).

باختصار! وزارة الصحة مطالبة بتبني رؤية واضحة المعالم وثابتة الأهداف للمنظومة الصحية، وإذا كانت وزارة الصحة ترغب في ذلك، فعليها الاتفاق على تحديد العناصر التي ستساعدها في تحقيق الأهداف للرؤية الصحية المستقبلية.

وبناء علي ما سبق ذكره، فإن وزارة الصحة مطالبة بالتركيز على محاور عدة:

المحور الأول: تبني رؤية مستقبلية واضحة المعالم والتوجه للخدمات الصحية (من قبل جهات لها علاقة قوية بالخدمات الصحية). والتي تتلخص في توفير مقومات أساسية لبيئة تحتية للخدمات الصحية الناجحة والمستقرة.

المحور الثاني: القضاء على جميع العوامل السلبية والتي تسبب انخفاض مستوى الخدمات الصحية وأمثلة ذلك: الفساد الإداري، الهدر المالي، الأخطاء الطبية، تسرب الكفاءات الطبية بمختلف فئاتها المهنية. والعمل على تعزيز قيم العمل الجماعي تحت مظلة من القيم والمعايير الثابتة.

المحور الثالث: يتعلق بفرض معايير الجودة بجميع صورها بجميع المنشآت الصحية دون استثناء. ودعوة جميع العاملين (على مختلف تصنيفاتهم) للقيام بتطبيق تلك المعايير وعدم التهاون بها وإقامة الدورات التدريبية وورش العمل التي تهدف إلى إيصال مفهوم المعايير إلى جميع العاملين دون استثناء.

المحور الرابع: الاستعداد التام بوضع البرامج الصحية التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى صحة الفرد والمجتمع ووقايته من الأمراض المستعصية والمزمنة.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/06/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد