آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
خالد مساعد الزهراني
عن الكاتب :
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏كاتب صحافي سعودي، وعضو هيئة الصحافيين

بطالة قديمات (البكالوريوس)؟!

 

خالد مساعد الزهراني

* يأتي صوت خريجات البكالوريوس القديمات كمن أسقط في يده، فلا بادرة حلول تبعث الأمل في اللحاق بالوظيفة، ولا تحرك ملموس تجاه إغلاق تلك الأقسام التي تعيش (تخمة) الخريجات، التي من أهم أسبابها جامعات تتحجج بأنها تعلِّم ولا توظف، وبطالة هي الراعي الرسمي لها، ثم تتحدث بملء الفم عن تنمية الوطن والرؤية!.

* وحتى لا يأتي الحديث مكرراً، فإن من المهم اليوم وليس غداً أن تتجه البوصلة إلى بحث حلول البطالة، وأن تكون في مرمى هدف الحل، وفي شأن خريجات (البكالوريوس) القديمات، فإن من أهم ما يمكن التأكيد عليه في جانب الحل النقاط التالية:

- تحديد العمر في طلب التوظيف معضلة كبرى، سيما وأن ذلك العمر استُهلك تحت رحى البطالة، فمن الأهمية بمكان أن يراعى ذلك، وألا يتم تقييد الخريجات بالعُمر، مع الأخذ في الاعتبار أقدمية التخرج، وأولوية التوظيف، فكلما كانت سنة التخرج أقدم، كانت النقاط أعلى، وهكذا دون تحديد لعدد السنوات.

- إعادة النظر في اختبار قياس، وألا يكون عقبة أمام الخريجات المعدَّات أصلاً للتدريس، وإن كان ولابد فيتم تخفيض نسبته إلى 20% ، مع أنني لا أرى له أي مبرر في ظل وجود الإعداد التربوي، ثم كيف اختبار ساعتين يحدد مصير عمر من مكابدة عناء الدراسة، كما أن الاكتفاء بالاجتياز مطلب وجيه لكل المجتازات دون أن يدخل ذلك في المفاضلة التعليمية.

- وعن أخذ تقدير الخريجة والمعدل بعين الاعتبار في المفاضلة، وإن كان الممتاز ومراتب الشرف لم تجدِ نفعاً لكبح جماح بطالة الكثير منهن، فإن إعادة النظر في ذلك بما يفكك لوغاريتم الشروط التعجيزية أمام توظيف الخريجات، مطلب وجيه في ظل أن البطالة هدر ينتظر أن تتضافر كل الجهود في إيقافه .

- ومن خطوات الحل في الميدان يأتي إلغاء الدمج، والالتزام بالتخصص في التدريس، وتخفيض نصاب المعلمة، وتحديد سن التقاعد الإلزامي بعشرين سنة، وإسناد تدريس محو الأمية للخريجات العاطلات، واستثمار مباني المدارس الحكومية بافتتاح مدارس مسائية، كل ما سبق جوانب حلول الأخذ بها أو ببعضها سيعود بأثر ملموس على هدف تحجيم البطالة.

- ثم لماذا لا يكون هنالك إعادة تأهيل للخريجات في وظائف يحتاجها سوق العمل، برواتب مجزية ودورات إعداد على رأس العمل، هذا إذا ما كانت الحجة أن ميدان التعليم لايمكن له أن يستوعب كل الخريجات، وهي حجة منقوصة الإقناع فلماذا يتم القبول ابتداء، ومن ثم إعداداً نظرياً وتربوياً، ثم يكون مصير الخريجة إشغال حيز على رصيف البطالة؟!.

* إن صوت خريجات البكالوريوس القديمات بقدر ما أخذت البطالة (نتاج تأجيل الحلول) من أعمارهن ، فإنهن يحضرن اليوم بذات زخم الباحثات عن مخرج من ظلمات البطالة، التي يجب أن تتضافر كل الجهود في مكافحتها، من جهة تجفيف منابعها، ومن جهة توظيف من هم اليوم يناشدون إنقاذهم من براثنها ، إن لم يكن لأجلهم فلأجل وطن أعدهم لبنائه، وإلا فإن البطالة تأتي بدون جهد ، وعلمي وسلامتكم .

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2019/03/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد