آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أحمد مرعي
عن الكاتب :
*عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو مجلس الشعب السوري.

لهذه الأسباب… الصراع الحقيقيّ سوريّ ـ صهيونيّ

 

د. أحمد مرعي

ليس هناك أدنى شك في أنّ ترامب ونتنياهو يستغلان ما تمرّ به المنطقة وسورية تحديداً لتمرير ما بات يُعرَف بصفقة القرن، والتي هي حرب وجودية تستهدف شعبنا في فلسطين الذي أدارت له أنظمة التطبيع العربية ظهرها، فيما بقيت سورية الجبهة الأخيرة التي تقاوم المشروع الصهيوني في المنطقة، ولذلك تمّ استهدافها لإضعافها والنيل من دورها الريادي المقاوم للمشروع الصهيو– أميركي.
صفقة القرن كشفت أمرين أساسيين وأكدت عليهما، الأمر الأول هو حجم التحالف بين العدو “الإسرائيلي” وبعض الأنظمة العربية والشوط الكبير الذي قطعته العلاقات بينهما من تطبيع علنّي وصفقات تجارية، حتى أنّ السعودية لم تجد حرجاً في تأييد صفقة القرن بموقف تثمّن فيه “الدور الذي تقوم به أميركا في دعم عملية السلام”! وسبق الموقف السعودي الداعم لصفقة القرن إعلان الكيان الصهيونيّ السماح للصهاينة بالذهاب إلى السعودية، ولم يصدر عن الرياض أيّ موقف رافض، ما يعني أنّ هذا الأمر منسّق مع النظام السعودي وهو جزء من عملية التطبيع.
أما الأمر الثاني فهو متصل بالأول، ففي ظلّ تهافت العديد من الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو، فهذا يؤكد تآمر هذه الأنظمة المتهافتة على المسألة الفلسطينية، وبأنها ليست في حالة صراع مع العدو، الأمر الذي يرسّخ فكرة أنّ الصراع الحقيقيّ بالمعنى القومي هو صراع سوريّ – صهيونيّ، وأنّ الدول السورية التي تشكل المحيط الطبيعي لفلسطين، أيّ لبنان والشام والأردن والعراق هي المعنية بخوض المواجهة المصيريّة، وهي التي تتحمّل تبعات الاحتلال والحرب على فلسطين منذ العام 1948.
نحن لا نغفل البعد العربي والإسلامي والمسيحي والإنساني للمسألة الفلسطينية، ولكن التعويل اليوم هو على مقاومة شعبنا، والبناء على نفسيته المقاومة المستندة إلى إرث عريق في مقاومة المحتلّ وطرده. وهذا يتطلب المزيد من الالتفاف حول سورية ودعمها لتعزيز صمودها وتثمير إنجازاتها العسكرية للاستمرار في مشروع المقاومة الكبرى وهو مقاومة المحتلّ «الإسرائيلي». فسورية لا تستطيع أن ترفع شعار سورية أولاً ولا تستطيع أن تدير ظهرها لفلسطين، كما فعلت أنظمة التطبيع العربية.
سورية حاضنة المقاومة، هي آخر القلاع وآخر الجبهات وآخر الآمال، وانتصارها هو انتصار لفلسطين والجولان والإسكندرون وكلّ الأمة. وكما يقول الشاعر القومي محمد يوسف حمود:
مــا خـطــونــا خـطــوة إلا ذكــرنــا مـيـســلـونــا
وســمـعـنـا مـن فـلـســطـيـن نــداء اســكـنـدرونــا
فـاطـمـئــنــي يـا بـــلادي
نـحــن فـي يـوم الـتـنـــادي
لــن تــكـونـي لـســوانـــا يــا شــرايـيــن دمــانــا… ســــــوريـانــا

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2020/01/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد