ناصر قنديل

  • مثلث بوتين يُربك ترامب

    – لا يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منزعجاً من إلغاء اللقاء المقرر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فتعليقات الكرملين عن حاجة بوتين لمزيد من الوقت للقاءاته مع القادة المشاركين في قمة الأرجنتين أو تجاهل الكرملين لبيان البيت الأبيض عن تحميل التحقيقات مع ترامب داخل أميركا مسؤولية تدهور العلاقات الأميركية الروسية

  • هل يشمل النأي بالنفس الصراع الأميركي الروسي؟

    – كان مفهوماً أن يعتبر دعاة النأي بالنفس أن البعد الإقليمي من الصراعات هو المقصود بدعواتهم حتى نهاية عام 2015، أي قبل أن تصبح روسيا على حدود لبنان وتتحوّل عبر تموضعها في سورية إلى دولة إقليمية. وكان مفهوماً أن يكون النأي بالنفس صعباً في الصراعات الإقليمية لتموضعه على خطوط مذهبية داخلية تتشابك مع المرجعيات الإقليمية المتنازعة وخصوصاً السعودية وإيران، لكن منذ تاريخ التموضع الروسي في سورية صارت المواجهة أميركية روسية، وصار البعد الإقليمي جزءاً منها محكوماً بسقوفها، ولم يعد ممكناً التعامل مع التجاذب الإيراني السعودي بمعزل عن الصراع الأميركي الروسي. كما لم يعد ممكناً تجاهل العامل الإسرائيلي سواء في التجاذب السعودي الإيراني ووقوف السعودية وإسرائيل في خندق واحد، أو في الصراع الأميركي الروسي، حيث روسيا عامل تحصين بوجه العدوانية الإسرائيلية بتموضعها وتوضيع شبكاتها للدفاع الجوي في سورية.

  • أهم من بقاء ورحيل محمد بن سلمان

    – يقع البعض في التسطيح عندما يقارب المشهد الدولي الإقليمي المنعقد حول عنوان هو الوضع الجديد للسعودية في ضوء الحملة المرافقة لقتل جمال الخاشقجي، من خلال جعل القضية محصورة بالإجابة عن سؤال هل تتم تنحية محمد بن سلمان من ولاية العهد وهل تتم معاقبته أم لا؟ فالأكيد أن أي بديل لإبن سلمان سيكون من كنف البطانة العائلية والسياسية ذاتها وسيكون في ظل المرجعية الأميركية ذاتها، وفي إطار الخيارات العدائية ذاتها تجاه قوى المقاومة، والعناوين ذاتها للسير بالتعاون مع كيان الاحتلال والتطبيع معه، لذلك سيكون تضييعاً للوقت تعقب الأمور من زاوية هذا المسار، والتسطيح الأشد طبعاً هو توهّم أن ما يجري حملة حقوق إنسان ودعوة لمعاقبة قاتل. وما يجري سياسيا هو أن السعودية وقعت في اطمئنانها لحلفائها فأوقعوا بها، وما يجري تاريخياً هو أن ما دبّره السعوديون ومَن معهم في لبنان لسورية والمقاومة وأصدقائهما وحلفائهما في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقعوا هم في حفرته في ما سبق وما سيلي في قضية قتل جمال الخاشقجي، والأكيد أنه لو سارت الأمور نحو تحقيق دولي فهذا لن يعني اقتراباً من العدالة ولا من الحقيقة، بل سيعني توافقاً على إطالة أمد الاستعمال للقضية في تحقيق أهداف أبعد تصبح أمراً واقعاً كلما تمادى حضور القضية.

  • ماذا تعني تغطية السموات بالقبوات؟

    في المثل الرائج «تغطية السموات بالقبوات» إشارة لحالة قد تنوجد في أي جدال أو سجال أو حالة في المجتمع أو في السياسة. ويقصد بها اختراع قضية للتغطية على قضية أخرى، بصورة مفتعلة، لأن السماء تعلو كل قبة ولا تغطي القباب السموات،

  • صراعات المخابرات والرئاسة في واشنطن: نيكسون وترامب... والسعودية مجدداً

    – لا يحتاج تفسير التسريب الرسمي لتقرير وكالة المخابرات الأميركية لوسائل الإعلام وقبلها توزيعه على زعماء الكونغرس إلى كثير تحليل، فذلك يحدث بوجود شرطين متلازمين، وجود قضية تتصل بإعادة رسم الاستراتيجيات على مستوى عالٍ من الخطورة، وتمنع الرئيس عن الأخذ برأي المخابرات، لتبدأ مواجهة بينهما تستعمل فيها كل الأسلحة، بما فيها تصنيع ملفات للرئيس وسوقه للمحكمة أو لمواجهة خطر العزل في الكونغرس. وهذا ما حصل مع الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، وما يتهدّد اليوم الرئيس دونالد ترامب.

  • أوروبا و«إسرائيل» ومقامرة الغاز عبر المتوسط

    – أعلن وزير الطاقة في كيان الاحتلال عن البدء بوضع مشروع أنبوب للغاز الإسرائيلي عبر المتوسط إلى أوروبا قيد التنفيذ، والمشروع الذي يفترض مروره بقبرص واليونان وإيطاليا ويكلّف مليارات الدولارات ويحتاج إنشاؤه لخمس سنوات، موّلت دولة الإمارات دراسته التنفيذية بمبلغ مئة مليون دولار، وفيما يهدف المشروع نظرياً لتحرير أوروبا الجنوبية من الغاز القطري، يواجه ضمناً منافسة لبرنامج السيل الجنوبي للغاز الروسي عبر تركيا، ولاحقاً الغاز الأميركي الصخري الذي يسعى لدخول السوق الأوروبية من البوابة الجنوبية التي تمثلها إيطاليا واليونان تفادياً لحرب أسعار مع روسيا في شمال أوروبا لا تستطيع مجاراتها لارتفاع كلفة النقل.

  • ترامب ونتنياهو وحقيقة القرن: قلق الوجود على «إسرائيل»

    – في الطريق إلى صفقة القرن وقع الثلاثة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. والثلاثة آخر من تبقى من حلف المئة وثلاثين دولة الذين قادتهم واشنطن في إعلان الحرب على سورية بعد الفشل الذريع في هذه الحرب، والثلاثة تعاقدوا على صفقة شرعنة احتلال القدس وإعلانها عاصمة لكيان الاحتلال مقابل حلف خليجي إسرائيلي أميركي بوجه إيران عنوانه إنهاء القضية الفلسطينية، وبدون هذه الصفقة لا فوائد ترتجى من العقوبات على إيران ولا قيمة للانسحاب من التفاهم النووي معها. وبدون شريك فلسطيني لا قيمة لهذه الصفقة، وقد فشلت مساعي توليف هذا الشريك وانتهى الأمر. فالشعب الفلسطيني قال كلمته، مَن بوقع على بيع القدس مقتول مقتول مقتول.

  • شبكة دفاع جوي وقروض الإسكان معايير استقلالنا

    – يحتفل لبنان بعيد الاستقلال بعد خمس وسبعين سنة على نهاية الانتداب الفرنسي، في زمن لم يعد معيار الاستقلال يُقاس ببقاء الجيوش الأجنبية، بقدر ما يقاس بأمرين، أولهما القدرة على امتلاك هامش واسع للقرار الوطني النابع من المصالح الحقيقية للدول، والثاني حسم القرار الخاص بالشؤون السيادية الرئيسية وفقاً لتوازنات وحسابات محلية. وفي المجالين لا يبدو لبنان بأفضل حال.

  • أين صفقة القرن؟

    – منذ البدايات يوم قلنا إن صفقة القرن ولدت ميتة، وإن شرعنة تأبيد القدس عاصمة لـ«إسرائيل تتوقف على توقيع فلسطيني لن تنجح محاولات تأمينه في ظل موقف شعبي مقاوم رادع لكل محاولة تفريط، وإن موازين القوى التي صنعتها الانتصارات في سورية تشعّ بعيداً في تأثيراتها على كامل مساحة المنطقة، وأن النظام السعودي المأزوم في حرب اليمن أعجز من أن يحلّ أزمة كيان الاحتلال، وأن التفاهم الروسي الإيراني الاستراتيجي أكبر من أن تهزّه الإغراءات والتهديدات الأميركية، وأن إسرائيل المردوعة في لبنان وفي سورية أضعف من أن تهدّد غزة بالحرب لتفرض وقائعها السياسية، كان الكثيرون يبشروننا بأن صفقة القرن قدر لا يُردّ، وقد بدأ تنفيذها كأمر واقع. وكان واضحاً أن العالم كله يقرأ التوازنات الجديدة ويرفض السير وراء واشنطن في رعونتها السياسية.

  • حرب اليمن وقتل الخاشقجي

    – في التشابه الوحشي بين حرب اليمن وقتل جمال الخاشقجي بعض رمزية الفاعل، لكن في التزامن بين مأزق القضيتين وضغطهما على النظام الحاكم في السعودية رمزية أخرى تتّصل بسطحية فهم هذا النظام للمعادلات الجديدة، التي تحرّك التعامل الدولي مع القضيتين، وكيف تصنع أوهام العظمة الأخطاء القاتلة، وكيف يلعب غرور القوة دوره في تصوير التورّط في مأزق جديد مخرجاً من مأزق قديم، فالمخارج التي يقدّمها نظام الحكم السعودي للقضيتين لا تشكل سوى بداية القبول لمسار سيتكفل في تفاصيل الحلقات المتتابعة منه بتعميق المأزق وليس الخروج منه.

  • الحرب والتطبيع... أوهن من بيت العنكبوت

    – منذ العام 2000 والمعادلة العبقرية لقائد المقاومة السيد حسن نصرالله تقضّ مضاجع قادة كيان الاحتلال، «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت، قالها السيد نصرالله ولا زالت عالقة كشوكة في حلوقهم، خاضوا حرب تموز 2006 وحلمهم رفع علم الاحتلال في ساحة النصر في بنت جبيل، حيث قالها علهم يتحررون من وطأتها، فجعلتها حرب تموز معادلة استراتيجية راسخة، فخاضوا حرب غزة ودبّروا الحرب على سورية وحرب اليمن وفي عقولهم وخطط مفكريهم، التحرر من عقدة بيت العنكبوت، وها هم الآن يعودون بصفقة القرن وتسمية القدس عاصمة أبدية لكيان الاحتلال بكل الدعم الأميركي والتطبيع الخليجي، وبالإشهار عن أن دولتهم قومية يهودية، ويخوضون حربهم على غزة، فماذا يقول التاريخ وماذا تقول الوقائع؟

  • ماذا تقول مواجهات غزة للبنانيين؟

    خلال يومين شهد قطاع غزة مواجهة نوعية بين قوى المقاومة وجيش الاحتلال. المواجهة بدأت بعملية نوعيّة لمخابرات الاحتلال داخل غزة، نجحت المقاومة بمنعها من تحقيق أهدافها وكانت الحصيلة شهداء فلسطينيين ومقتل ضابط مخابرات صهيوني رفيع الرتبة وجرح آخر،