جيمس بينيت ..

قبل 8 سنوات من الآن اتفق مرشحا الرئاسة الأمريكية آنذاك، الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين على موضوع واحد، وهو أنه قد حان الوقت لإغلاق معتقل "جوانتنامو" في كوبا.

واستند ماكين، الذي وقع في الأسر خلال حرب فيتنام، في موقفه إلى لقاء أجراه مع سجين داخل أحد المعتقلات العراقية التي كان الأمريكيون يحتجزون عناصر تنظيم القاعدة فيها، السجين أخبره بأن استخدام القوات الأمريكية التعذيب يؤجج التمرد. آنذاك تساءل ماكين: أي تفوق أخلاقي للولايات المتحدة، إذا كانت تعذب السجناء؟

أما أوباما، فتعهد بإغلاق جوانتنامو في العام الأول من وجوده في البيت الأبيض. الآن ومع اقتراب رئاسة أوباما من نهايتها، لا يوجد سوى بصيص أمل ضئيل بأن الرئيس الأمريكي أوباما سيفي بالوعد الذي قطعه على نفسه.

يُعد الفشل في إغلاق معتقل جوانتنامو، الذي يقبع فيه الآن 80 سجينا، وصمة مخزية في وجه الكونجرس، الذي عرقل الجهود الرامية لإطلاق المعتقلين، ومنع الكونجرس أيضا من نقل ما تبقى منهم إلى سجون داخل الولايات المتحدة. لا شك أن المعتقل يلحق الضرر بمكانة الولايات المتحدة كبطل عالمي في الدفاع عن حقوق الإنسان، ويؤسس لنموذج لانتهاك القانون الدولي قد تتأثر به حكومات أخرى.

بدأت تنظيمات إرهابية مثل "داعش" تستخدم زيا برتقاليا مشابها لأزياء نزلاء المعتقل، وكأن التنظيم يحاكي في سلوكه الصورة النمطية عن "جوانتنامو"، ويظهر هذا جليا في ما يبثه التنظيم الإرهابي من مقاطع فيديو يقوم خلالها بإعدام ما لديه من رهائن.

هنالك ثمة خطوة لا تزال متاحة أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما كي يثبت من خلالها للعالم أنه يرغب في الاعتراف بما يدور داخل المعتقل، وتتمثل هذه الخطوة في السماح لمبعوث أممي خاص يحقق في التعذيب الذي تعرض له المعتقلون أثناء احتجازهم، حيث إن الحكومة الأمريكية ترفض منذ عام 2004 السماح للمنظمة الدولية بتوثيق ما يجري في جوانتنامو.

وإذا كان الرئيس أوباما قد تعهد بإغلاق المعتقل، لكن معارضة "الجمهوريين" حالت دون ذلك، فإن الوقت لم ينفد بعد، ويستطيع الرئيس الأمريكي السماح لمراقبين متخصصين في حقوق الإنسان، بتدشين سجل تاريخي بما قامت به الحكومة الأمريكية من انتهاكات منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

صحيفة الوطن أون لاين