آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أحمد العامري
عن الكاتب :
كاتب وسياسي عراقي مستقل.

العقلية الأمريكية في صناعة الخصوم!؟

 

د. أحمد العامري

من مفارقات السياسية الأمريكية في المنطقة والعالم تلك الأطروحات التي تحاول أمريكا أن توصلها للعالم على أنها الأقوى والأقدر في فرض إرادتها وهيمنتها على دول العالم وهذا يدلل بشكل قاطع أن جميع الرؤساء المتعاقبين الذين حكموا أمريكا ولا يزالون ما هم إلا موظفون ينفذون سياسات دوائر القرار التي تتحكم بنمط السياسة الأمريكية وفي ظل المتغيرات العالمية والدولية لازالت أمريكا تحكمها عقلية الصاروخ العابر والبوارج الجاثمة في البحر والدرع الصاروخي بأنها لن تستطيع أن تتحرر من عقدها التي تتبعها بالرغم من المتغيرات العالمية باتجاه التطور والتحرر من الاستعمار وأفكاره الرجعية.

ومن خلال متابعة تاريخية ومعايشة للأحداث التي شهدتها المنطقة لاسيما في الثلاثين سنة الماضية رأينا أن أمريكا من أكثر الدول تدخلا في شؤن العالم وعملت على زعزعة أمن الكثير من البلدان ورسم خرائط تتناسب مع حجم أهدافها سواء كانت المعلنة منها أو الخفية ؟ ولربما السياسات الأمريكية المخفية التي أصبحت أكثر وضوحا للكثير من دول العالم والمنطقة مع وضوح الغايات والدلالات التي تقحم أمريكا نفسها من أجل تحقيق تلك الأهداف الخفية !؟ ولو تابعنا أيضا دور أمريكا واستخدامها للقوة على مر السنين الماضية سوف نخرج بمحصلة واحدة وهي (الذرائع الواهية) التي تصب في خانة الأهداف المرسومة نفسها والتي دائما تأتي على حساب حقوق الآخرين وكثير ما عملت أمريكا على تصنيف الدول بأسماء ومسميات كالدول المارقة، والخارجة عن القانون، ومحور الشر، إضافة إلى مسميات أخرى كالسلاح النووي والكيمياوي التي تتخذ منها أمريكا ذرائع فاضحة للنيل من سلامة وكرامة تلك البلدان والشعوب بالشكل الذي شيطنت تلك السياسات الأنظمة وجعلتها تتسابق على امتلاك وسائل الدفاع عن نفسها خشية العدوان عليها، وكان بإمكان أمريكا أن تكون القدوة والمثل الأعلى من خلال سياسات حكيمة تحتوي الجميع دون التدخل بشؤنها الداخلية لبناء عالم آمن مستقر.

ولكن لا أدري لماذا تعمل أمريكا على اقحام المنطقة والعالم بدوامة من العنف واستخدام شعار الإرهاب والتطرف لاسيما الإسلامي المغلوط والمبالغ فيه لأنه يخالف المنطق والعقل اذ لا يوجد إسلام متطرف لأننا نؤمن ان جميع الديانات منبعها واحد وتحمل رسالة السماء الإنسانية التي تدعو جميعها لاحترام الإنسان والتعايش السلمي الخ.. وحتى لو أن هناك أشخاصا متطرفين. هذا بالتأكيد عليه أكثر من علامة استفهام وقابل للحوار والنقاش ولربما يكون صناعة لغايات تشويه صورة الإسلام وكما حصل من خلال سيناريو داعش وغيره من العناوين الضالة والتي اعترف كبار المسؤولين الأمريكان بصناعتهم وتمريرهم إلى بلدان عربية لغايات أصبحت مكشوفة للجميع وبهذا تتأكد الشواهد والوقائع على مواصلة أمريكا نزعة الشر في العالم العربي على وجه الخصوص وزعزعة أمنه وما يحصل في سوريا شاهد حي ودامغ على شذوذ دوائر القرار لاسيما وأن العالم اليوم أصبح يؤمن ويدرك أكثر من أي وقت مضى أنه لامجال لفرض قانون الغاب والمستضعف لن يبقى مستضعفا للأبد وستثبت الأيام إن إرادة الخير ستنتصر على إرادة الشر. هذا ما أقرته السماء.

صحيفة كل الأخبار.

أضيف بتاريخ :2018/05/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد