آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حمود أبو طالب
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي سعودي، عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي , والمشرف على المنتدى الثقافي، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان - فرع جازان.

تصنيف الطالبات في جامعة الإمام


حمود أبو طالب ..

يصعب أن نتفق مع المتحدث باسم جامعة الإمام الدكتور عبدالرحمن النامي أن نوع الأسئلة، التي احتج عليها وتذمر منها عدد من الطالبات المتقدمات للقبول، طبيعي ومتعارف عليه في المقابلات الشخصية ويوجد في الجامعات كافة، وأن الغرض من مثل تلك الأسئلة استكشاف رد الفعل والطريقة التي يتعامل بها المتقدم مع الأسئلة، وأن الغرض منها معرفة المعلومات العامة للطالبة ولا علاقة لها بتحديد القبول أو الرفض.

الخبر نشرته عكاظ يوم أمس ويفيد بأن بعض الطالبات المتقدمات للقبول في الجامعة وجهت لهن أسئلة مثل ماذا تعرفين عن العلمانية وما هي معلوماتك عن الليبرالية ومن تتابعين في تويتر وسناب شات وما هو لون شعرك وكم تحفظين من القرآن الكريم وما رأيك في هاشتاق المطالبة بإسقاط الولاية عن الرجل. الطالبات اعتبرن الأسئلة انتهاكا للخصوصية وخوضا في ما ليس له علاقة بمستوى الطالبة العلمي الذي يتوقف عليه قبولها. لكن يبدو أن المسألة أكبر من مجرد انتهاك للخصوصية وأخطر من مجرد معرفة المعلومات العامة للطالبة. نقول لمتحدث الجامعة هناك ملايين الأسئلة التي يمكن من خلالها معرفة المعلومات العامة للطالبة وثقافتها وقدرتها الذهنية، فلماذا يتم اختيار المواضيع الجدلية الشائكة المعقدة التي سببت إشكالات وانقسامات وصراعات وتصنيفات ومواجهات في ساحتنا الثقافية والفكرية والإعلامية، مواضيع مازال تعريفها ومفهومها مغلوطا ومشوها وضبابيا لدى بعض الخائضين فيها، فكيف بطالبة خرجت للتو من دراسة المرحلة الثانوية. ثم إنه لا يبدو وجود قدر من البراءة في توجيه مثل هذه الأسئلة خصوصا الشخصي والمباشر منها مثل الأشخاص الذين تتابعهم الطالبة في مواقع التواصل الاجتماعي إذ يبدو أنها أسئلة استكشافية لميول الطالبة الفكري ومن ثم تكوين صورة ذهنية مسبقة عنها تحدد إمكانية قبولها، فماذا سيحدث لو قالت الطالبة بعفوية إنها تتابع فلانا من الكتاب والمثقفين وهذا الفلان قد سبق تنميطه ووصمه بالمروق والفسوق والضلال عند بعض الغلاة المتشددين. إنها أسئلة تفوح منها رائحة الفرز والتصنيف لنوعية الطالبات اللاتي سيواجهن الرفض من دخول الجامعة.

يا جامعة الإمام وغيرها من الجامعات، كفانا ما قد حصدناه من متاعب بسبب هذه الإشكالات، ورجاؤنا ألا يكون الطلاب والطالبات ضحايا أفكاركم وقناعاتكم الخاصة وتصنيفاتكم للناس. حاولوا أن تنزهوا معاقل العلم من هذه الممارسات الضارة.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/08/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد