آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

العُمر المعجل!


عبدالله المزهر ..

أخيرا وبعد عناء ارتحت من عناء التفكير في كيفية امتلاك منزل. والحقيقة أني أعتبر هذا أهم ما حدث لي منذ آخر مرة فاز فيها الاتفاق بالدوري الممتاز لكرة القدم.

ولعلي أدين بالفضل في ما وصلت إليه إلى وزارة الإسكان وإلى خططها العظيمة التي أنقذتني أنا وعددا لا بأس به من المواطنين من هذا الهم الثقيل، فشكرا لهم ولوزيرهم ولطاقم العمل في الوزارة وللعباقرة الأفذاذ الذين اخترعوا القرض المعجل ولشركات التطوير العقاري ومالكيها الظاهرين ومالكيها الخفيين وللعاملين فيها وأسرهم ومن يعز عليهم أجمعين.

وحتى لا أكون أنانيا لا يفكر إلا في مصلحته الخاصة فسأفيد الناس بتجربتي وكيف انتهت، فلعل في ذلك عبرة لأولي الألباب.

ملخص تجربتي العظيمة يكمن في أني استطعت إقناع نفسي أنه لا جدوى من التفكير في السكن وامتلاك المنزل، لأن هذا في المحصلة النهائية عبث لا طائل من ورائه، وبدلا من التقتير على نفسي وأسرتي من أجل تجميع ثمن منزل لن يأتي، فإن الحل يكمن في أن نعيش و«نفلّها» ونصرف ما في أيدينا بدلا عن تجميعه ومطاردة وهم المنزل بطريقة «الحمار والجزرة».

قد أعدل عن رأيي وأعود للتفكير في المنزل، لكن هذا لن يتحقق إلا بشرط لا يمكن التنازل عنه، وهو أن تزيدني وزارة الإسكان عمرا آخر أضيفه إلى عمري، حتى أقتنع بأن فكرة تحويل نصف راتبي شهريا لمدة ربع قرن
إلى مطور عقاري أو بنك هي فكرة أفضل من دفع مبلغ أقل من ذلك للسكن في منزل مستأجر.

وعلى أي حال..

كان أكثر ما يدفعني للتفكير في شراء المنزل قبل أن يتوب الله علي من هذا العبط، هو أني أريد تأمين مسكن لصغاري، لأني لست ضامنا لعمر كالذي تتوقعه وزارة الإسكان، ولكن هذه فكرة غبية أيضا، لأن صغاري سيكبرون وسيتدبرون أمرهم بشكل أو بآخر كما أفعل الآن.


صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/09/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد