آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

انخفاض أسعار النفط


عبدالمحسن يوسف جمال ..
تنوّع موارد الإنتاج أحد أهم مظاهر قوة الاقتصاد لأي دولة.

والاعتماد على مصدر واحد للدخل أمر غير مستحسن مهما كانت القيمة السوقية لهذا المصدر، لان تقلبات الأسواق من الخطورة بمكان.

وما تعيشه اليوم الدول المصدرة للنفط هو احد هذه المظاهر التي كان كثيرون يتخوّفون منها ويحذرون من انعكاساتها السلبية.

ولعل اعتمادنا على النفط كمصدر أساسي وشبه وحيد بدأت نتائجه العكسية تظهر على اقتصادنا المحلي بعد هبوط أسعار النفط إلى ما يقارب الثلث.

وهذا ما جعل الدول النفطية التي تعتمد على النفط كمصدر رئيسي في ميزانياتها الوطنية إلى العمل سريعا لترشيد الإنفاق وتقليل المصروفات حتى للمشاريع الحيوية، وتقليص المكافآت التي كانت تعطيها لمواطنيها سابقا.

وإذا ما استمرت أسعار النفط كما هي اليوم (٤٠ دولاراً) تقريبا أو اقل، فأن الآثار السلبية ستزداد، ما قد يؤدي إلى مضاعفات اقتصادية وآثار اجتماعية غير مرغوبة.

ولعل خطورة الوضع تأتي مع وجود أزمات وهزات اقتصادية شديدة بدأت تؤثر في كل الإقتصادات العالمية، والتي استطاع بعضها التعافي بسبب تنوع إيراداته، أما الإقتصادات ذات الدخل الواحد فأنها ستعاني إلى فترة أطول.

وبالنسبة إلى الدول النفطية التي عاشت السنوات الماضية في بحبوحة من المداخيل المرتفعة بسبب ارتفاع أسعار النفط، فأنها تواجه اليوم أوضاعاً صعبة بسبب نزول أسعاره. لذلك فان الدول التي لم تعمل سابقا وبجد على تنويع مصادر دخلها، فأنها ستواجه صعوبات جمّة في مواجهة النقص الحاد في مداخيلها اليوم. تبدأ في استنزاف مواردها المالية ومدخراتها السابقة، إلى رفع أسعار السلع الأساسية لمواطنيها، وقد يصل إلى تخفيض الرواتب والمنح.

وإذا أدخلنا عاملي مواجهة الإرهاب وتكاليف الحروب هنا وهناك، فان الوضع الاقتصادي قد يزداد سلباً أكثر وأكثر، لا سمح الله.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/10/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد