آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

ترامب.. والسياسة الخارجية!

 

عبدالمحسن يوسف جمال ..

السياسة الخارجية ليست فقط كيف تتعامل مع الواقع الحالي، بل كيف ستواجه المتغيرات الجديدة؟.

وما طرحه الرئيس المنتخب دونالد ترامب اثناء حملته الانتخابية هو رأيه في الأمر الواقع الذي يراه، ولكن أسئلة عدة تطرح نفسها منها: كيف سيتصرف مع المستجدات القادمة والطارئ من الأحداث الدولية؟!
وكيف سيتصرف مع ردات فعل الأطراف الأخرى التي وقف منها موقف الخصم؟!

هو يملك جيشاً ضخماً هو الأقوى في العالم، لكن كيف سيحركه وأمامه تجاربه المريرة في أفغانستان والعراق؟!
كيف سيتعامل مع ملايين المقيمين بصفة غير قانونية؟! هل سيطردهم وهو يرى المظاهرات في أكثر من نصف الولايات الأميركية تهتف ضده ولما يتسلم الحكم بعد؟!

هل سيبني الحائط مع المكسيك وعلى حساب الحكومة المكسيكية كما قال؟ وكيف سيتصرف أن رفض الشعب المكسيكي تغريمه تكاليف هذا الحائط «الغريب»؟!

هل سيسجن منافسته هيلاري كلينتون؟! وهل بإمكانه ذلك أم أنه سيتراجع؟! فهو الذي مدحها كثيرا وأثنى عليها بعد أن اتصلت به مهنئة له بعد ظهور النتائج.

هو هاجم الرئيس أوباما شخصياً وبقسوة، لكنه في أول مقابلة معه في البيت الأبيض، مدحه كثيراً ونعته بالرجل الطيب، متمنياً تكرار لقائه مستقبلاً.

وهل سيلغي الضمان الصحي الذي جاء به أوباما ليتأكد بعدها أن ذلك غير ممكن، ما جعله يقول انه سيعدل عليه ولن يلغيه؟!
إذاً فإن خطاب ترامب مرشحاً يختلف عنه رئيساً، وهكذا ستكون سياسته الخارجية.

فإدارة السياسة الأميركية لدولة عظمى كالولايات المتحدة لن تعتمد على عواطف شخص واحد وأمانيه وأن كان هو رئيسها، بل تعتمد على مصالح كبرى حول العالم، وتعتمد على علاقات دولية مع دول العالم كافة، وعلى اتفاقيات دولية اعتمدت على مصداقية أميركا أمام العالم ومدى احترامها للمواثيق والعلاقات الدولية، وستكون من خلال مؤسسات تملك من النفوذ أحياناً أكثر مما يملكه الرئيس!

لذا سنرى ترامباً جديداً يختلف عما عرفناه واستمعنا إليه وهو مرشح.
ومن المفيد أن نتابع نوعية الأشخاص الذين سيختارهم ترامب في الإدارة الأميركية الجديدة، وأسلوبه في إدارة أقوى دولة في العالم خلال الأيام المئة الأولى من تسلمه الحكم، وبعدها سيكون الحكم له أو عليه.
 
جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/11/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد