آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد العزيز حسين الصويغ
عن الكاتب :
دكتوراه في العلاقات الدولية، وسفير سابق rnيعمل حالياً في الكتابة والبحث والتأليف وله مقال يومي في صحيفة المدينة السعودية بعنوان” نافذة“ إضافة إلى المشاركات في بعض البرامج الحوارية والمحاضرات والندوات.

الفشل


عبدالعزيز الصويغ ..

يُقال إنه إذا كان للنجاح ألف أبٍ فإن الفشل يُولد يتيماً..

وهناك نظريات كثيرة حول الفشل والنجاح .. أظرف هذه النظريات هي ما توصل إليه رئيس شركة " تايوباتس " اليابانية، من استحداث جائزة خصصها للفشل الذريع، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث قرر رئيس الشركة استحداث هذه الجائزة حينما قدّم موظّف في شركته اقتراحًا بالبدء في تصنيع مُنتج جديد تسبب بخسائر كبيرة على الشركة، فقرر رئيس الشركة أن يمنح هذا الموظف جائزة تحمل اسم " الفشل الذريع " وتكريمه بجائزة مالية.

- أما السبب وراء استحداث هذه الجائزة فهو أن معاقبة الموظف على فشله سيجعل الموظفين يتخوفون من طرح أفكار جديدة.

***

ولعل هذه الخطوة العملية التي استحدثها رئيس شركة " تايوباتس " تحفز الموظفين وقبلها رؤساء العمل وكبار التنفيذيين في عوالم التخلف التي تعيشها طبقة الموظفين عندنا إلى تغيير نظرتهم إلى أهمية العمل والمبادرة والابتكار.. حتى مع احتمالات الفشل. فقد قادت مبادرة رئيس شركة " تايوباتس " إلى عودة نفس الموظف الذي حاز على جائزة الفشل إلى اقتراح مشروع آخر أصبح من أهم روافد الأرباح للشركة.

** *

إن غالبية لا بأس بها من موظفي القطاع العام في أكثر بلداننا العربية تؤمن بنظرية يطبقها معظمهم تقول:

- اعمل تُخطئ .. تُعاقب

- لا تعمل لا تُخطئ .. تُكافَأ!!

النتيجة الحتمية لهذه النظرية هي تراكم الفشل بعد الفشل في أكثر تلك القطاعات نظراً لتهرب الموظفين من العمل، إما للكسل أو للخوف من الفشل. ولولا أننا أصلاً لا نُشجع الناجحين أو نمنحهم ما يستحقون من جوائز، لكنت اقترحت استحداث جائزة للفشل التي سنفشل حتماً في الوصول إلى مستحق لها بين الكثير من الفاشلين في مجتمعاتنا .. الكسولة.

#نَافِذَةٌ:

سوف يبقى الفشل مراً إذا لم تبتلعه.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/02/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد