هاني الفردان ..

تتجه البحرين ودول الخليج لإصدار تشريع وقانون موحد للأرصاد الجوية سيمنع الهواة من التنبؤ بالطقس، أو الإدلاء أو كتابة تقارير عن التنبؤ بحالات الطقس أو الأحوال الجوية؛ لما يحدثه من تأثير على الأمن العام!

وبحسب ما كشف عنه مدير إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات عادل الدهام أن القانون يتضمن غرامات مالية وعقوبات تصل إلى السجن! فقط لأن الناس اجتهدت وطورت من قدراتها ومهاراتها ومعارفها واستغلت ذلك لخدمة الناس في رصد أحوال الطقس!

هناك حسابات محلية وخليجية أبدعت وبكل صراحة في رصد متغيرات الطقس وأصبحت على قدر جيد من المعرفة والتخصص في هذا المجال، وأصبح لهم متابعون يثقون بهم بالآلاف، ويعتمدون عليهم في تحركاتهم وما ينقلونه من تنبؤات بالأحوال الجوية.

لماذا اتجه الناس لهذا المجال؟ لماذا أصبح لهم الكثير من المتابعين، والمهتمين؟ هي مسألة الثقة أولاً قبل كل شيء، وهي ثقة تراكمية تجد طريقها لدى الناس عندما يقتنعون بأن هؤلاء الهواة قدموا لهم خدمات ومعلومات موثوقة وعلى قدر جيد من الدقة، تعويضاً عن الدور الرسمي الخجول في هذا المجال.

هواة عبر مواقع التواصل الإجتماعي نشطوا في الكثير من المجالات، قدموا خدمات للناس، وطوروا من قدراتهم، وتفوقوا على أداء أجهزة رسمية قيل إنها كانت تعمل منذ 100 عام في هذه المجالات.

إلى أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين، رئيس الجمعية الفلكية البحرينية وهيب الناصر الذي دعا إلى الأخذ بالتقارير والنشرات الرسمية فقط من إدارة الأرصاد الجوية في البحرين حول أحوال الطقس، لكونها جهة الاختصاص والاحترافية، وعدم اعتماد وتصديق كل ما يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مبالغات قد تثير الخوف والهلع لدى الناس.

بدلاً من الهجوم على هؤلاء كم تمنيت لو تبنيت هذه الكوادر الشبابية المحلية المحبة للعلم، لتطويرها وتأهيلها، ودمجها في المؤسسة التي كانت تعمل منذ 100 عام في هذا المجال، ولَم تطور من وسائلها وقدرة تواصلها لتوصيل خدماتها، فهي بحاجة أيضاً لتجديد دمائها لتواكب تطورات العصر وتقنياتها السريعة في الوصول للناس وتحذيرهم وإرشادهم.

الهواة كثر لدينا، حتى في مجال الفلك، وبحسب معرفتي فإن البحرين ليس بها علماء فلك أو متخصصون أكاديميّاً في هذا المجال، ولكن لدينا مجتهدون وهواة، وأساتذة في الفيزياء، وهذه بادرة جيدة حتى أسسوا الجمعية الفلكية البحرينية منذ العام 1991 والتي فتحت باب عضويتها بحسب نظامها الأساسي ليس للمتخصصين في الفلك بل لكل من لديه اهتمامات بعلم الفلك، وأصبحت هذه الجمعية تقدم ندوات واستشارات وغيرها!

بحسب تصريحات مدير إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات عادل الدهام لصحف محلية، فيما يتعلق بدراسة الأرصاد أكاديميّاً، فإن هناك مشروعاً للتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث يتم تدريس الأرصاد الجوية في المناهج التربوية منذ المرحلة الابتدائية وبدأ ذلك منذ عشرين عاماً! ولكن ما هي النتائج بعد عشرين عاماً؟

الجواب كان: «لا يوجد إقبال من الشباب البحريني للعمل في الأرصاد الجوية بسبب ضرورة دراسة تخصصات المواد العلمية الكيمياء والرياضيات والفيزياء، حيث يعزفون عن دراستها، ولدينا 4 وافدين عرب فقط بوظيفة أخصائي تنبؤات، حيث حدث تقاعد مبكر لنحو 12 بحرينيّاً متنبئاً جويّاً في العام 2012! فلماذا تقاعد 12 بحرينيّاً «مبكراً» دفعة واحدة في عام واحد؟!

مبدئيّاً، مع الحراك المجتمعي، ومع تشجيع المبادرات الشعبية الشبابية، ومع استغلال التطور التقني ووسائل التواصل والمعرفة، ومع تبني تلك الكوادر من خلال اكتشافها وتدريبها وتأهيلها وتمكينها للمساهمة في تطوير الخدمات، بدلاً من الهجوم عليها ومنعها وإحباط حركتها وصدها.

صحيفة الوسط البحرينية