آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد عبد الرحمن العرفج
عن الكاتب :
كاتب سعودي ساخر، من مواليد 25 مايو 1967 في مدينة بريدة. حصل على شهادة المرحلة الابتدائية من المدينة المنورة، والمتوسطة من المعهد العلمي في جدة والرس، والثانوية في عنيزة والدمام من المعهد العلمي. وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية عام 1410هـ. وحصل على درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة برمنجهام في بريطانيا

فصل الموظفين تعسُّف مهين


أحمد عبدالرحمن العرفج ..
فَصْل المُوظَّفين كَان فِي المَاضِي؛ يَتم وِفق حَالَات خَاصَّة، أمَّا الآن فقَد أَصبَح ظَاهِرَة يَوميَّة، لدَرجة أنَّ شَيخنا «أبوسفيان العاصي» قَال: (مَا اجتَمَع مُوَاطِنَان إلَّا كَان الحَديث؛ عَن المَفصُولين والمَفصُولات ثَالِثهما). ولَكُم أَنَّ تَتخيَّلوا أَنَّ الشَّيطَان رَحل، وحَلَّ مَحلّه الفَصْل، أَو مَا يُسمَّى قَطْع الأَرزَاق، الذي هو أَشنَع مِن قَطع الأعنَاق، كَما تَقول الأمثَال المُتدَاولة..!

قَبل أيَّام نُشر خَبر يَقول: (كَشَف عضو بمَجلس الشّورَى السّعودي، أَنَّ 50 أَلف مُوظَّف سعُودي؛ تَم فَصلهم مِن القِطَاع الخَاص، مُقَابل تَوظيف 172 أَلف أَجنبي، وذَلك خِلال الأشهُر التِّسعَة الأَخيرَة، مُشيراً إلَى أَنَّ الجِهَات المَعنيَّة بالدَّولَة لَيست مُلزَمَة بالتَّوظيف، ولَكن يَتركَّز دورهَا فِي خَلق فُرص وَظيفيَّة للمُواطنين)..!

إنَّني لَستُ كَاتِباً قَريباً مِن الشَّأن الاجتمَاعي، ولَن أَخُوض فِي تَفَاصيل المَادة (77) مِن نِظَام العَمَل، التي أَصبَحت كالعَصَا، يُجلَد بِهَا النَّاس فِي القِطَاع الخَاص. كَمَا لَن أَخوض فِي الجَدَل الدَّائر حَول السَّعوَدَة العَاطفيَّة، أَو مَا يُسمَّى «السَّعوَدَة الوَهميَّة»، أَو ثَالِثة المَصَائب وهي «البَطَالَة المُقنَّعة».. كُلُّ هَذه القَضَايَا لَهَا أَهلهَا وأَصحابهَا، والرَّاسخُون فِيهَا، وهُم -ولله الحمد- كُثر فِي بِلادي، يَتنَاثرون ويَظهرون عَلى كُلِّ المَنَابر الإعلَاميَّة..!

إنَّ المَطلوب هُنَا -والذي أُنَادي بِهِ- هو دِرَاسة ظَاهرة الفَصْل، وتَقنينها ومُعَالجتها، لأنَّ نَجَاح المُجتَمعَات يُقاس بتَقليص نِسب البَطَالة، والقُدرَة عَلى خَلْق فُرص العَمَل، حَتَّى يَتحقَّق لكُلِّ طَالب عَمَل حَظّه مِن الرفَاه الاجتمَاعي..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: جَاء فِي الأَثَر أَنَّ آخِر العِلَاج هو الكَيّ، وأَنَا أَقُول أَنَّ آخِر الحلُول هو الفَصْل، لأنَّ الإنسَانَ العَاقِل سيُدركه الجُوع، وسيَنَاله التَّشرُّد، وستُمزّقه الدّيون، وفِي هَذه الحَالَة، سيَكفر العَاطِل بكُلِّ المَبَادئ التي تَعلَّمها ودَرسهَا خِلال حيَاته..!!
 صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/02/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد