آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

رعب المخالفات المرورية


إبراهيم محمد باداود ..
انطلقت هذا الأسبوع فعاليَّات توعيَّة السلامة المروريَّة في مختلف مناطق المملكة، تزامنًا مع أسبوع المرور الخليجي، ومع مثل هذه الفعاليَات ينشط أداء العديد من الجهات العامَّة والخاصَّة، للتحذير والتوعية بمخاطر حوادث الطرق، والتي لازالت تتصدَّر المعدلات العالميَّة في الوفيات، متجاوزة 7000 حالة وفاة، وقرابة 40 ألف إصابة سنويًّا.

إحدى وسائل التحذير التي انطلقت قبل حوالى 7 سنوات للحدِّ من هذه الكوارث، هي رصد المخالفات المروريَّة لمخالفي أنظمة المرور من خلال برنامج (ساهر)، والذي يعمد إلى استخدام التقنيَّة والكاميرات الخفيَّة لرصد حالات تجاوز السرعة، أو مخالفات الإشارات المروريَّة، وقد ساهم البرنامج -وعلى مدار السنوات الماضيَّة- في إحداث موجة من الصخب في المجتمع بين مؤيد ومعارض، كما ساهم في خفض دخل الأفراد جرَّاء سدادهم للمخالفات المروريَّة، والتي يمكن أن تتضاعف في حال عدم سدادها.

لم تكتفِ إدارات المرور في الآونة الأخيرة بما يرصده ساهر من مخالفات مروريَّة، بل كثَّفت حملاتها، ومن خلال أفرادها في الميدان؛ لتعقُّب المخالفين سواء للوقوف الخاطئ، أو عدم ربط الحزام، أو التحدُّث بالجوَّال، أو غيرها من المخالفات التي تخرج عن إطار (ساهر)، بحيثُ يقوم رجل المرور برصد المخالفة، وإرسال إخطار المخالفة مباشرة عبر الجوَّال؛ ممَّا جعل سائقي السيارات يعيشون في رعب من المخالفات المروريَّة، والتي يبلَّغ بها السائق عبر رسالة نصيَّة للجوَّال.

بعض ضعاف النفوس استغلُّوا هذا الرعب من المخالفات المروريَّة، وأطلقوا -مؤخَّرًا- إشاعة بأنَّ المرور يقوم بتفقُّد الفحص الدوري للسيَّارات، وإصدار غرامة على مَن يكون فحص سيارته منتهيًا؛ ممَّا جعل مراكز الفحص الدوري للسيَّارات تزدحم، وتمتد طوابير الانتظار فيها لعدَّة كيلومترات، فيما يقف المستفيدون جوار تلك الطوابير لعرض خدماتهم، وقدراتهم لملاك السيَّارات على تجاوز الفحص مهما كان حجم الخلل الموجود في السيَّارة.

بغض النظر عن الملاحظات على محطات الفحص الدوري، والتي أكَّدها مجلس الشورى مؤخَّرًا، وعلى الرغم من نفي المسؤولين في إدارة المرور لإشاعة مخالفات انتهاء مدة الفحص الدوري، فإنَّ الظروف الاقتصاديَّة لكثير من الناس ضاعفت لديهم الخوف من المخالفات المروريَّة، وتراكمها نتيجة عدم القدرة على سدادها، خصوصًا وأنَّ بعض أفراد المرور أصبح أسلوبه في رصد المخالفة مثل بعض شركات الخدمات العامَّة، والتي تربط سداد الفواتير بعودة الخدمة، وبعدها يمكن أن يقدَّم الاعتراض على الفاتورة، إذ أصبح شأن بعض المخالفات المروريَّة يشبه هذا الوضع، إذ عليك سداد قيمة المخالفة أولاً، والمسارعة في ذلك حتَّى لا تتضاعف، ثم يمكنك بعد ذلك تقديم اعتراضك والذي قد لا يُعرف نتيجته.
 

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/03/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد