آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

الحوار مع المعارضة بطريقة «نادرة»!


هاني الفردان ..

أجرت وكالة الأنباء العالمية «رويترز» في الرابع من أبريل/ نيسان 2017 مقابلة مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة للحديث عن العلاقات البحرينية الأميركية في ظل الإدارة الأميركية الجديدة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب.

في تلك المقابلة نقلت «رويترز» ما نصه: «إلا أن البحرين قالت إنها اتخذت خطوات لإصلاح أجهزتها الأمنية، وإنها تسعى إلى الحوار مع المعارضة بطريقة نادراً ما تحدث في المنطقة، «نشعر أننا نتعرض لضغوط ونُعاقَب بلا سبب فقط لأننا نخاطر بمعالجة قضايا موجودة في كل بلد»، بحسب الوزير البحريني. (انتهى الاقتباس).

ما لفت انتباهي في تلك المقابلة الحديث عن «السعي لحوار مع المعارضة بطريقة نادراً ما تحدث في المنطقة»! وهو حديث يصيب بـ»الدهشة» عند الوهلة الأولى، خصوصاً إذا ما عرفنا أن أبواب الحوار مغلقة منذ الربع الأول من العام 2014، وتبدلت بعدها القناعات من لغة «الحوار» إلى لغات أخرى مختلفة، غلب عليها الطابع الأمني، في ظل الأوضاع السياسية الحالية، وما نشهده من تغيرات واقعية لإسكات أية معارضة حقيقية موجودة على الأرض، فإن الحديث عن وجود «حوار» أمرٌ مستغرب، فمع من يدار ذلك الحوار «النادر»؟

فنحن نعيش فترة واضحة المعالم، ومعلنة، تقوم على أساس إضعاف العمل السياسي في البحرين، ولذلك نعيش انحساراً في هذا الجانب، وعلى أقل تقدير الحديث عن «تجميد» في البحرين بشكل أصبح واضحاً أنه لا «سياسة» حالياً، وما هو موجود خيارات أمنية أصبحت تحمل طابع «العلنية»، وعن وجود جمعيات سياسية لا حاجة لها!

من أهم ملامح ما نعيشه من حالة سياسية في البحرين، هو غياب تام للجمعيات السياسية عن المشهد العام، وذلك الغياب ليس مرتبطاً فقط بجمعيات المعارضة «المجبرة» على ذلك بالقوة حتى تم إغلاق كبرى الجمعيات السياسية (الوفاق)، والسعي حالياً لحل جمعية العمل الوطني الديمقراطية (وعد) عبر رفع دعوى قضائية ضدها، بل طال حتى جمعيات ليس لها علاقة بمعارضة، وبدأ بعضها في التفكير جدياً في تصفية نفسه بنفسه!

ما هو مؤكد أنه لا يوجد أي شكل من أشكال الحوار مع المعارضة - بالشكل الذي يفهمه المراقب - حتى وإن كان بوصفه «النادر»، في ظل ما هو موجود على أرض الواقع.

الواقع يشير إلى أنه وبحسب تصريحات منسوبة لاحدى الجمعيات غير المعارضة - أن «بعض الجمعيات ترى أن أهمية الائتلاف في الماضي مرتبطة بهدف معين، وعلى ضوئه تم تكوينه، ولكن بعد مضي فترة من الزمن وعودة البلد إلى الهدوء ترى تلك الجمعيات أن الائتلاف أصبح غير ذي جدوى»، وهو ما يؤكد أنها أصبحت غير ذات جدوى في ظل «الهدوء» الذي يرونه، وعدم فاعلية وجودهم حالياً!

واقعياً وسياسياً، تم إسكات وتقويض «المعارضة» رسمياً بحل وتصفية جمعية «الوفاق»، وضرب نشاطها وتضييق الخناق على الجمعيات الأخرى، والتوجه لحل جمعية «وعد»، وذلك التقويض فرض واقعاً طال وجود الجمعيات السياسية الأخرى، التي اختفت من الساحة بشكل فعلي، ولا سيما أن وجودها كان لمواجهة تحرك معارض.

فشل مبادرات «الحوار» السابقة حمّله البعض على قوى المعارضة، فيما اتهمها البعض برفع سقف الخطاب والمطالب، فيما تتهم المعارضة الطرف الآخر بـ«عدم الجدية».

هناك من يدعو إلى إيجاد دماء جديدة قادرة على تحريك المياه الراكدة، في ظل حالة «الاحتقان» و»الصدام العلني» بين المعارضة والحكومة، وتفضيل الخيار الأمني على السياسي. والواقع يؤكّد أنه لا يوجد أي نوع من أنواع الحوار أو حتى التواصل، وما هو موجود على الأرض هو فرض الواقع، وما الحديث عن السعي إلى الحوار مع المعارضة بطريقة نادراً ما تحدث في المنطقة، فهو حديث «مبهم» ويحتاج إلى توضيح، ومع أي معارضة يسعى للحوار؟ ومن هي؟ وما مدى قدرتها على حلحلة الوضع؟

نتمنى أن لا يكون ذلك الحديث «إعلامياً» أو «سياسياً» أكثر من كونه واقعياً، ونتمنى أن يكون هناك شيء مقبل وقد يكون «نادراً»، ولكن «فاعلاً» وقادراً على تجاوز ما نعيشه من أزمة.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/04/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد