آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

رواد الأعمال وشبح الإفلاس


إبراهيم محمد باداود ..

في السابق كان رواد الأعمال يعانون من بعض القضايا المتعلقة بعدم توفر التمويل أو وجود بعض التعقيدات في بعض الأنظمة من قِبَل بعض الجهات الحكومية، أو عدم توفر العمالة المتخصصة سواء محليًا أو من خلال الاستقدام، أو عدم وجود المنافسة العادلة في السوق، خصوصًا في ظل انتشار التستر ضمن العديد من القطاعات التجارية، وعدم توفر ضوابط صارمة للحد منه.

مؤخرًا أضيف إلى تلك التحديات بالنسبة لرواد الأعمال تحديات أخرى منها وجود بعض الركود الاقتصادي في بعض المجالات التجارية، إضافة إلى قرب فرض ضريبة القيمة المضافة وارتفاع أسعار بعض الخدمات العامة وغيرها من الظروف الاقتصادية، والتي أكد وزير المالية في حديثه الأخير بأنها قد تؤدي ببعض الشركات إلى الإفلاس، وهو مصير يجب أن لا يستحي البعض من الاعتراف به.

يؤكد المختصون ضرورة سعي هؤلاء الرواد في مثل هذه الظروف إلى اتخاذ بعض المواقف منها التركيز على البحث عن فرص جديدة وفقًا للظروف القائمة، إذ عادة ما تكون هناك فرص إيجابية وسط الأزمات، كما أن عليهم إعادة النظر في الخطط العامة السابقة ووضع خطط قصيرة المدى جديدة تتلاءم مع الظروف الحالية، كما أن عليهم تقليص المصروفات بالقدر الذي يساهم في استمرار العمل الرئيس للنشاط، وفي نفس الوقت يجب عليهم ضبط النفس وعدم القلق والخوف من تقلُّص الأرباح، بل وعدم الهلع إن وصل الأمر إلى حد الخسارة المحدودة، فهذا هو حال الأعمال وتلك هي طبيعة التجارة، تمر بفترات يتم من خلالها تحقيق أرباح عالية، ثم فترات ركود وأخرى خسارة، ولكن من المهم الحرص على الأفعال المتزنة مع تلك الظروف الحرجة.

الصبر والتحمل والقدرة على الصمود أمام الظروف الصعبة والإصرار على النجاح هي من العناصر الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل رائد أعمال مع التأكد بأن معظم الشركات الكبرى اليوم وكثير من كبار التجار في عصرنا قد مروا بظروف صعبة وقاسية، ولولا صبرهم وصمودهم لما وصلوا إلى ما وصلوا اليه اليوم، كما أن عليهم الحرص على التعمُّق في تحليل الظروف المحاطة بهم، والاطلاع على الحقائق بأنفسهم ميدانيًا، وعدم الاعتماد على التوقعات أو التخمينات أو الدراسات أو البحوث أو استطلاعات الرأي غير الدقيقة، والتي قد لا يعكس بعضها حقيقة الواقع.

قد يكون الإخفاق هو أولى محطات النجاح، وقد تكون الظروف الاقتصادية الحالية صعبة على بعض التجار الكبار فضلًا عن أصحاب المشروعات الصغيرة أو رواد الأعمال، ولكن المهم مع ذلك كله هو التحلي بالصبر والإصرار والتركيز، فإن بعد العسر يسرًا، إن بعد العسر يسرًا.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/04/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد