آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد عبد الرحمن العرفج
عن الكاتب :
كاتب سعودي ساخر، من مواليد 25 مايو 1967 في مدينة بريدة. حصل على شهادة المرحلة الابتدائية من المدينة المنورة، والمتوسطة من المعهد العلمي في جدة والرس، والثانوية في عنيزة والدمام من المعهد العلمي. وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية عام 1410هـ. وحصل على درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة برمنجهام في بريطانيا

حكمة الصينيين ضالة المؤمنين


أحمد عبدالرحمن العرفج

أُحبُّ مُطَالَعَة وقِرَاءة كُتب الأمثَال، وخَاصَّة أثنَاء التَّنقُّل فِي السَّفر والمَطَارَات، لأنَّ قِرَاءَة مِثل هَذه الكُتب، لَا تَتطلَّب التَّركيز والنَّفَس الطَّويل للقِرَاءَة، كَمَا أَنَّ كُتب الأمثَال هي مُستودَع الشّعوب، ووحدة القِيَاس، التي تُعطيك بدقّة اتّجاه كُلّ أُمَّة، وطَريقة تَفكيرهَا..!

ولَعلَّ أَقرَب كُتب الأمثَال والحِكَم إلَى قَلبِي، هي تِلك الكُتب التي تَأتي مِن الصِّين، ولِي فِي هَذا الحُبّ أَسبَابي، ومُسوغَّاتي ومُبرِّراتي..!

أَوَّلًا: تَجد فِيهَا العُمق والاختصَار، فمَثلًا عِند الصِّينيين حِكمَة تَقول: «لا تُعطِني سَمكة لتُطعِمُنِي يَومًا وَاحِدًا، ولَكن عَلّمني كَيف أَصيد السَّمَك، وسأُطعم نَفسي كُلّ يَوم»، هَذا المَثَل رَغم أنَّه لَا يَتجَاوز عَشر كَلِمَات، إلَّا أنَّه يَختصر حِكَايَة طَويلَة، وكُتبًا كَثيرة، تُحدِّثكَ عَن أَهميّة الحِرَف اليَدويَّة، وضَرورة أَنْ يَتعلَّم الإنسَان كَيف يَكتَسب رِزقه بيَده..!

ثَانيًا: الحِكَم الصِّينيَّة تُركِّز عَلى التَّأمُّل والصَّمت، وهَذا مَا تُهمله الثَّقَافَة العَربيَّة، فأنتَ مَثلًا تَجد فِي الحِكَم الصِّينيَّة؛ عِبَارَات كَثيرة، تُؤكِّد عَلى الصَّمت وإيجَابيَّاته، والتَّأمُّل وتَجلّياته، ومُوسيقَى الرّوح وضَرورة الاستمَاع إليهَا..!

ثَالِثًا: الحِكَم الصِّينيَّة تُؤكِّد عَلى ضَرورة تَقليل الطَّعَام، وجَعله خَاليًا مِن الدّهون، فلَو تَطوّعتَ بزيَارة أَقرَب مَطعم صِيني في بِلَادنَا، ستَكتَشف أَنَّ الطَّعَام الصِّيني يَجمع بَين القِيمَة الغِذَائيَّة، والفَائِدَة الصِّحيَّة، وخِفّته عَلَى المَعِدَة..!

رَابِعًا: الحِكَم والأمثَال الصِّينيَّة، تُؤكِّد عَلى جَانبيْن مُهمّيْن، وهما: التَّدَاوي مِن خِلال الأعشَاب الطَّبيعيَّة، أَو الجِرَاحَات التي تَتنَاول صَفد الدَّم، والحجَامَة، والإِبَر الصِّينيَّة، والجَانِب الآخَر الذي تَهتَم بِه الأَمثَال الصِّينيَّة، هو إدَارة شؤون الوَقت، وكَيف أَنَّ الإنسَان يُديره، بالطَّريقَة التي تَجعله يُقسِّمه بَين العَمَل والتَّرفيه والنَّوم..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، ابحَثُوا عَن الحِكمَة ولَو فِي الصِّين، وتَدبَّروا تَحرُّكات الصِّينيين، فهُم نمُور قَادِمَة، تُشبه النّمُور الاتِّحَاديَّة.. إنَّهم يُحاولون غَزو الأَرض؛ بالتّكنُولُوجيَا والمَعرفَة مِن كُلِّ الجِهَات، بَرًّا وبَحرًا وجَوًّا..!!
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/04/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد