آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد العزيز حسين الصويغ
عن الكاتب :
دكتوراه في العلاقات الدولية، وسفير سابق rnيعمل حالياً في الكتابة والبحث والتأليف وله مقال يومي في صحيفة المدينة السعودية بعنوان” نافذة“ إضافة إلى المشاركات في بعض البرامج الحوارية والمحاضرات والندوات.

الشعب وإرادة التغيير


عبدالعزيز الصويغ ..

لم يأت الحكم الديموقراطي في غانا إلا بعد سنوات من العمل الجاد على شتى الأصعدة الشعبية . وإذا كان عام 1992 قد شكل مرحلة الانطلاق الفعلي نحو الديموقراطية فإن هذا لم يحدث إلا بعد سنوات من القلاقل والانقلابات والحكم العسكري . ولم يتحقق التغيير، كما أكد الرئيس الغاني السابق جون أجيكوم كوفور ( 2001/2009) ،« بسبب طيبة قلب شخص داخل النظام العسكري، بل بسبب الضغوط الشعبية والدولية . فالاقتصاد لم يكن يعمل بشكل جيد، وأخذت الجهات المانحة والدائنون يفرضون شروطاً «.

***

وإذا كان للشعوب اليد الكبرى في إحداث التغيير ، وهو ما شاهدناه في ثورات الربيع العربي في عام 2011 ،فإن ما حدث لهذه الثورات التي لازالت تعاني دولها من تداعيات أحداث 2011 يثبت أن الشعب لا يستطيع إنشاء مؤسسات، وأن ترك الأحداث تترى يؤدي إلى خلق فوضى تضيع معها كل تطلعات الناس في التغيير .. ومن هنا تأتي أهمية وجود قيادة .

***

ومثلها مثل غيرها من دول العالم الثالث، لم يكن في غانا أحزاب مُنظمة، وقيادات تحظى بشعبية غير تلك التي يمثلها حكام الأنظمة العسكرية التي حكمت البلاد . ورغم تحرك الشعب ونضوج إرادته في التغيير، فلم يتحرك إلا على يد ضابط صغير، قاد المؤسسة العسكرية للقيام بانقلاب ضد حكومة عسكرية سابقة قُتل فيها جنرالات، وبينهم ثلاثة رؤساء دولة سابقون، وهو الضابط جيري رولينغز الذي سلم السلطة للمدنيين، ليعود ليقود الساحة السياسية مجدداً نحو عملية انتقالية أفضت إلى الحياة الديموقراطية التي تعيشها غانا اليوم .

** *

وهكذا استطاعت غانا الخروج من مسلسل الانقلابات العسكرية، وحكم الجنرالات الذي أعقب استقلال البلاد لتتمتع بحكم مدني .. هو الأول في القارة الأفريقية .

#

نافذة:

[أنالا أعرف أحداً لا يحب الديموقراطية .]

جون أجيكوم كوفور / رئيسغانا السابق
 
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/04/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد