آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

الجوال محور حياتنا


إبراهيم محمد باداود

الهاتف الجوال أصبح أحد أهم الأجهزة الإلكترونيَّة في حياتنا، بل إنَّه بالنسبة للبعض هو الحياة بأكملها، وقد يؤكِّد أمثال هؤلاء بأنَّهم أصبحوا لا يستطيعون العيش بدون ذلك الهاتف، إذ لم يعد بالنسبة لهم أداة اتصال أو استقبال، بل أصبح محور حياتهم العمليَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، فمن خلاله يدير عمله، ومن خلاله يكمل معاملاته، ومن خلاله يتواصل مع مجتمعه، ومن خلاله يتعرَّف على ما يحصل في العالم من حوله، ومن خلاله يجد وسائل الترفيه المتنوِّعة، ويعرف أهم القضايا التي تشغل اهتمام المجتمع، بل ويبحث عن سيرة أي شخص يود التعرف عليه.

شبكات التَّواصل الاجتماعيَّة ساهمت في تعزيز مكانة الهاتف الجوال في حياتنا، وخصوصا (تويتر)، الذي ساهم في فتح الأبواب على مصراعيها لكثير من القضايا الاجتماعيَّة المختلفة، ومنها صعوبة مقابلة المسؤولين وطرح القضايا عليهم، والتَّواصل معهم، وذلك بالرغم من أن بعض المسؤولين يقوم بالاجتماع بعامَّة الناس، وينصت لهم، ويستمع لمطالبهم أمام وسائل الإعلام أو في المؤتمرات والمناسبات المختلفة ليُؤكِّد لهم أن أبوابه مفتوحة لتلقِّي القضايا والمعاملات، فيستبشر الناس الخير، ويتفاءلوا، ثمَّ ما يلبث أن يختفي، ولا يظهر إلاَّ من خلال وسائل الإعلام، غير أن (تويتر) استطاع بمرونته ومكانته من الوصول لهؤلاء المسؤولين، خصوصًا من قام منهم بفتح حسابات لهم في وسائل التَّواصل الاجتماعيَّة.

(تويتر) كشف لنا العديد من الحقائق، وفي مقدمتها أسلوب التواصل مع الآخرين، سواء كانوا مسؤولين أو من عامَّة الناس، كما ساهم في إيضاح التناقضات التي يعيش فيها البعض، وأسلوب تقديم وجهات النظر المختلفة، حتى غدا كالمرآة، بل إن البعض يعمد إلى حسابات التَّواصل الاجتماعيَّة لأيِّ فرد يُريد أن يتعرَّف عليه، فيرى ما كتب وينظر فيما قام بإعادة نشره ليتعرف على شخصيَّته ويعرف خلفيته الفكريَّة؛ ممَّا جعل بعض المسؤولين، ممَّن يتم تعيينهم في مناصب إداريَّة قياديَّة، العودة إلى حساباتهم إمَّا لإلغائها، أو إزالة ما قد يرون بأنه من غير المناسب بقاؤه، وهو في منصبه الجديد.

أعتقد بأنه لم يسبق أن وُجدت وسيلة عبر التاريخ ساهمت في التأثير على المجتمعات بأشكالٍ مختلفة مثلما ساهم الجوال اليوم، ومن خلال وسائل التَّواصل الاجتماعيَّة، وفي مقدمتها (تويتر) في التأثير على حياتنا، ودورنا أن نُعظِّم الاستفادة من هذه الوسائل لتطوير مجتمعاتنا، وتحقيق أهدافنا، وأن نسعى للحدِّ من الاستخدامات السلبيَّة لمثل تلك الوسائل، وأن لا نجعلها تسيطر علينا؛ لدرجة أنَّنا لا نستطيع الحياة بدونها.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/05/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد