آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد باداود
عن الكاتب :
يعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، كاتب سعودي

الركض خلف الشعارات


إبراهيم محمد باداود

بعض الجهات الحكومية عمدت مؤخراً إلى وضع شعارات لمبادراتها المختلفة وسعت على أن تحمل تلك الشعارات كلمات قوية وعبارات رنانة ومؤثرة ذات صدى لتساعد في تسويق تلك المبادرات وترويجها في المجتمع، وقد عمد إلى تبني تلك الشعارات جهات أخرى مختلفة وأصبحوا يدورون في فلكها ويسبحون مع تيارها لعلها تساعدهم في تحقيق أهدافهم التي قد يكون بعضها بعيداً كل البعدِ عن تلك الشعارات التي أصبحوا يستخدمونها ويضعونها في كافة مراسلاتهم.

بعض الشعارات اليوم أصبحت هي الوسيلة الأولى للتقرب من بعض المسؤولين كما أصبحت الجملة الأولى في بعض كلمات المناسبات الرسمية وهي في الوقت نفسه العبارة الأولى في المخاطبات وكذلك التصاريح الصحفية وغيرها من التغطيات الإعلامية ،فبدون تلك الشعارات لن يقبل لك رأي ، ولن يسمح لك بكلمة ، ولن تصل لك دعوة ، فإما أن تلتزم بتلك الشعارات أو أن تصبح معزولاً وغير مرحب بك.

الشعارات اليوم ساهمت في تغيير قواعد اللعبة داخل بعض الجهات فإن لم تتبنَّها فأنت ضدها، وإن لم تعمل على الإشادة بها ونشرها والترويج لها فأنت معارض لمضمونها وممن يغردون خارج السرب، ولابد لك أن تعيد النظر في رؤيتك وفي أهدافك المعلنة لتتوافق مع تلك الشعارات وتتكامل معها وتبقى في إطارها وتخضع لضوابطها حتى تكون أهدافك مقبولة وتلقى الدعم المطلوب.

الشعارات اليوم لم تعد كلمات رنانة فقط بل أصبحت مبادرات وفعاليات ولجان وورش عمل وملتقيات ومؤتمرات يدعى لها المختصون من الداخل والخارج وينفق من أجلها الملايين ويسخر لها فرقٌ كاملة تعمل على مدار الساعة في سبيل تلك الشعارات التي يرددها البعض وهو لا يعرف معناها أولا يعرف مضمونها وكيفية تطبيقها في واقعنا المعاصر.

على مدى الزمان هناك العديد من الشعارات المختلفة والتي أطلقت على كثير من الفعاليات والمناسبات سواء كانت مناسبات صحية أو علمية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها من المجالات المختلفة ثم ذهب كثير من تلك الشعارات أدراج الرياح ولم يعد لها أثر ولم يستفد منها سوى وكالات الدعاية والإعلان الذين قاموا على إعداد التصاميم والأفلام الإعلانية والدعائية الخاصة بتلك الشعارات .

الشعارات التي يكتب لها البقاء ولايمكن أن تنسى هي تلك الشعارات التي يتم تطبيقها في واقعنا المعاصر ويتم تبنيها كمنهج حياة عملي ويضحي الإنسان من أجلها وفي سبيلها و يبدأ في تنفيذها المسؤولون قبل الأفراد وتوضع لها قوانين وأنظمة يعاقب من يخالفها ويعمل الفرد على احترامها ومراعاتها في السر قبل العلن وتعرف بها الجهات في واقعها العملي لا واقعها الإعلامي .
 
 صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/05/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد