آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

سوقي ولا تسوّقين!

 

عبدالله المزهر


في معرض جدة الدولي للسيارات تناقل الناس صورا لفتيات يسوقن لبعض العارضين في المعرض، وأرجو الانتباه إلى أنهن «يسوّقن»، حتى لا يفهم أحد أن الكلمة لها علاقة بالفعل «يسقن» لأن الفرق كبير بينهما شكلا وفعلا ومضمونا.

وأتمنى ألا يكون هذا الأمر صحيحا، ليس لأني ضد التسويق ولا لأني ضد عمل المرأة في شركات السيارات حتى وإن كان مثل هذا العمل سيبدو غريبا بعض الشيء في السعودية!

لكني أتمنى ألا يكون صحيحا لأنه إن حدث فعلا فهو «تسويق» رخيص، ومن الصعب إقناعي في هذه الساعة المتأخرة من الليل التي أكتب فيها هذا المقال أن وجود النساء في المعرض كان اعتمادا على كفاءتهن وإلمامهن بخبايا ومزايا السيارات، وليس لمجرد أنهن نساء فقط!

وأضيف إلى جملة الأشياء التي لا أفهمها ـ وهي أكثر بكثير من تلك التي أفهم ـ رغبة البعض في استفزاز المجتمع والصدام معه في أمور ليست ذات أهمية ولا ضرورة، استفزاز لمجرد الاستفزاز وصدام من أجل الصدام!

ومشكلة المرأة السعودية أنها وقعت بين مدرجين لا يرحمان، أحدهما لا يريد لها أن تخرج من منزلها إلا محمولة إلى قبرها مثل فضيلة الشيخ صاحب فكرة الأربعمئة ريال، وفريق لا يريد لها أن تدخل منزلها من الأساس، وكل يدعي وصلا بحقوقها، وهي من يد طاغ إلى أطغى. ويبدو أنه من الصعب إقناع أي من الفريقين أن هذا المخلوق إنسان فقط، ناهيك عن إقناعه أنه لا شأن لك به!

وعلى أي حال..
ومع أني أعترض على الفكرة ـ إن صح حدوثها ـ إلا أني لا أنكر أن فكرة تسويق سلعة ما عن طريق شخص يمنع عليه استخدام هذه السلعة فكرة سريالية، وربما تصلح أيضا كفكرة لمسلسل فكاهي سامج!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2015/12/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد