آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
خالد عبدالله الجارالله
عن الكاتب :
مستشار في تطوير الأعمال، كاتب أسبوعي في جريدة الرياض السعودية

المطارات واجهة الدول


خالد عبدالله الجارالله

استثمار المطارات وتحويلها إلى مصادر للإيرادات تغطي ميزانياتها وتحقق أرباحا لها ممكنة إذا تم العمل باحترافية، بحيث تكون مركزا للربحية وليس مركزا للتكلفة ترهق فيه ميزانية الدولة، والتحول إلى الاستقلالية والمرونة في العمل والتوجه للعمل التجاري الاستثماري الذي يدر دخلا ثابتا ومربحا على المدى المتوسط والبعيد من خلال منح رخص الطيران وتأجير الإرضيات وبناء الفنادق وتوفير وسائل النقل والأسواق الحرة والمواقف والمحلات التجارية.

مطارات دولية مثل سنغافورة ودبي وهيثرو لندن تستقبل عشرات الملايين من المسافرين إلى بلدانها أو كمحطة عبور إلى دول أخرى ويتم إدارة وتشغيل مطاراتها واستغلالها بأفضل الطرق بسبب التسهيلات والامتيازات التي تمنحها، وهي مصدر ممتاز للإيرادات التي تعود على دولها.

مطاراتنا تعاني منذ بداية الثمانينات، والسفر منها كان مرهقا مثل مطار الرياض القديم والظهران وجدة الذي لم يتغير إلى الآن، وخيارات السفر الدولي محدودة والأسعار عالية وكان البديل مطار البحرين بعد افتتاح جسر الملك فهد، والى اليوم نرى الكثير من الشباب والعائلات والعمالة الأجنبية يختارون مطارات دول أخرى مثل الإمارات والبحرين للسفر.

خلال العقود الماضية مطاراتنا لم تستغل بالشكل الأمثل وبقيت مهملة وتفتقر إلى أبسط الخدمات، مثلا مطار جدة والذي يفترض أن يكون واجهة كونه يستقبل ملايين الحجاج والمعتمرين والسواح طوال العام، لازال يعاني منه المسافرون داخليا ودوليا لأكثر من ثلاثة عقود بسبب سوء إدارته وتشغيله وتنظيمه، وان كان هناك بعض التحركات الجيدة التي طرأت عليه خلال السنة الماضية والاهتمام بتشغيله وتقديم الحد الأدنى من الخدمات.

مطار الدمام غير مستغل رغم كبر حجمه والإمكانات المتوفرة فيه فلا زال يعاني من قلة استخدامه كمحطة للسفر الدولي ويستبدله المسافرون بمطارات الدول الخليجية المجاورة.

ومن باب الإنصاف فإن الخطوات التي تعمل عليها هيئة الطيران المدني اليوم واضحة وملموسة لتصحيح مشاكل تراكمية عانت منها مطاراتنا، وأهمها التوجه للخصخصة التي ستغير المعادلة في إدارة وتشغيل المطارات والتحول إلى مركز ربحية بعدما كانت المطارات وهيئة الطيران تستنفذ مليارات الريالات من خزينة الدولة طوال عقود.

افتتاح الصالة 5 في مطار الرياض كانت خطوة ممتازة فهو منظم وواسع وخفف الضغط على الصالات القديمة. مطار المدينة المنورة الجديد واجهة حضارية وتنظيمه جيد وبحاجة إلى الوقت حتى يكون من المطارات المنافسة في المنطقة، مطار حائل يمكن أن يكون من أكثر المطارات حركةً وإيراداً إذا تم استغلاله بحكم الموقع الاستراتيجي له كونه يتوسط مناطق المملكة ويربطها مع جميع الجهات.

بقي مطار جدة الجديد الذي ننتظر إنجازه بفارغ الصبر ليريحنا ويريح عشرات الملايين من المسافرين الذين يقصدونه من الداخل والخارج سنوياً، بهدف الزيارة أو السياحة أو من المعتمرين والحجاج، حيث إن طاقته الاستيعابية أقل من حجم مستخدميه.

صحيفة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/07/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد