آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
خالد الجيوسي
عن الكاتب :
كاتب وصحافي فلسطيني

عن إعدام السلطات السوريّة “المُبرمج الفلسطيني” باسل الصفدي..


خالد الجيوسي

ضجّت وسائل الإعلام العربيّة، والعالميّة بخبر إعدام المُبرمج الفلسطيني السوري باسل الصفدي، حيث أعلنت عائلته عن إعدام السلطات السورية لابنها في شهر تشرين الأول العام 2015، وذلك بعيد نقله من سجن عدرا إلى مكانٍ مجهول، كما نعته زوجته الحُقوقية نورا غازي “بألم وحسرة” عبر صفحتها على “الفيسبوك”، وأكّدت مُنظّمة العَفو الدولية خَبر إعدامه.

بالطّبع، وكما هو مَعهودٌ في سنوات الأزمة، سارع الإعلام المُضاد، والذي حاول التقاط كل ما يُدين “النظام السوري” خلال أزمته المُمتدّة منذ سبع سنوات، إلى “التركيز″ على خبر إعدام المُبرمج “الفلسطيني”، وبالطّبع كان لأصول المُبرمج الفلسطينية، حُضوراً على تلك الشاشات، واستغلالها في انتقاد النظام “المُمانع″، والذي يُقدّم نفسه بأنه يُدافع عن فلسطين، وأهلها، فكيف يُعدم مُبرمجاً فلسطينياً، لا وبل “عبقرياً” في مجاله، والتهمة مُشاركته في حِراك سلمي في العام 2012، كغيره من الناشطين.

لا نعلم حقيقةً، ما هي الأسباب التي دَفعت الدولة السورية لإعدام المُبرمج الفلسطيني، وهو المُشارك في العديد من المشاريع التقنية والإبداعية، ويُمكن أن يُستفاد من خبراته وطاقاته في خدمة سورية، وإن كان مُعارضاً، ونحن نسأل هُنا لأن سُلطات سورية لم تُصدر أيّ بيانٍ، أو توضيحٍ بشأن إعدامه، أو حتى خُضوعه لمُحاكمةٍ عادلة، ثَبُت على إثرها إدانته حتى كتابة هذه السطور، وسمحت للإعلام المُعادي أن يجد ضالّته، مع علمنا أن “الصمت المُحيّر” أو “المُطبق” أسلوب مُتّبع تستخدمه “سورية الأسد” في العَقبات والأزمات.

يُؤلمني حقّاً كصحافي فلسطيني “مُتعاطف” مع جيش سورية، وقيادتها، وشعبها، أن يتم إعدام فلسطيني سوري على يد سُلطاتها، ونحن الذين لطالما “تباهينا” بتلك المُعاملة الراقية التي يحظى بها الفلسطيني على أراضيها حيث لا تستطيع تفريقه عن “ابن البلد”، وما يُؤلمنا أكثر أن القيادة السورية فتحت باب الحِوار للمُعارضين المُسلّحين، واستطاعت أن تُعيدهم لحُضن الوطن، بينما أمثال باسل الصفدي “السلميين” لا يَحظون بمثل تلك الفُرص، ويُقتلون بدمٍ بارد.

بلا شك أن إعدام الفلسطيني باسل الصفدي، يدخل ضمن “الأخطاء” ربّما كذلك من الأخطاء “الوحشية والدموية” التي اعترف الرئيس السوري بشار الأسد بارتكابها خلال عُمر الأزمة، وكيفية التعامل مع المُتظاهرين، وإن كُنّا لا زلنا ننتظر تبريراً أو مُسوّغاً قانونياً، يَنسف كل ما نقوله من السلطات في تبرير إعدام المُبرمج.

في سورية المُتجدّدة التي وعد بها الرئيس الأسد، نعتقد أو يجب بالأحرى عدم ارتكاب مثل تلك الأخطاء “الوحشية” ضد المُواطنين، والمُقيمين “الضيوف” على أراضيها، ونحن نتمنّى هذا حتى لا يجد “المتآمرون” عليها في المُستقبل، ثغرات لإشعال “ثورة” مَزعومة، يكون شِعارها الحُريّة والعَدل والمُساواة، والتي بلا شك غابوا بشكلٍ أو بآخر عن الدولة السورية، وحلّ محلهم القَهر والظلم والفساد وباعتراف مَسؤوليها.

ختاماً، رَحم الله المُبرمج باسل الصفدي، ورحِم شُهداء سورية مُوالين ومُعارضين، ونتمنّى أن يُحاسب من كان مَسؤولاً عن إعدامه، لو ثَبُتت المَظلومية على (الصفدي)، ودائماً نحن نكتب لمَصلحة سورية وشعبها وقيادتها، ونأمل أن تكون يوماً ما دولةً ليست فقط مُمانعة ومُقاومة، بل وديمقراطية نُفاخر الدنيا فيها.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد