آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

متى سيحترق الإهمال!

 

عبدالله المزهر


الأجواء الجميلة صباح الخميس تبدو محرضة على كتابة شيء جميل.
وكنت واثقا وأنا أغادر منزلي أني سأكتب شيئا لا نكد فيه ولا «حلطمة»، ولكن لأن الأمور لا تسير دائما كما يخطط لها فقد كان أول خبر تقع عليه عيناي وأنا أهم بكتابة هذا المقال هو خبر حريق مستشفى جازان، وعدد الوفيات الكبير، وعدد الإصابات الذي يبدو أكبر بكثير من عدد الذين دخلوا ذات المستشفى ووجدوا علاجا نافعا في شهر كامل!الخبر محزن ومؤلم، والإهمال الذي يطل برأسه القبيح خلف هذا الحادث يزيد الحزن والألم قهرا وإحباطا.

وبغض النظر عن مسببات الحريق الذي قد يقع في أي مكان في العالم، إلا أن أرقام الوفيات والإصابات تبين أن فكرة الاستعداد لكوارث من هذا النوع لم تكن مطروحة من الأساس، وفكرة إخلاء المستشفى لأي طارئ لم تكن في حسابات القائمين على هذا المستشفى.

ولا أعتقد أنها موجودة لدى القائمين على غيره من المستشفيات التي لم تحدث فيها الحرائق بعد!وليس تنجيما أو ضربا من ضروب ادعاء علم الغيب أن يعرف الناس جميعا نص التصريحات التي ستقال بعد هذا الحادث، وعن اللجان التي سيتم تشكيلها، وعن الاهتمام المفاجئ والموقت بتدابير السلامة، والتعامل مع الحادثة المؤلمة حسب قانون «انتبه..خلفك حفرة»، ثم انتهاء القصة دون أن يُحاسب أحد، أو يُلام أحد بسبب إزهاق أنفس بريئة كان ذنبها أنها تبحث عن العلاج والدواء والحياة، ولا عن أطفال كان يظن أهلوهم أنهم في حاضنات للرضع، بينما هم في الواقع في حاضنات الإهمال والتسيب!

وعلى أي حال..رحم الله المتوفين، وعجل بشفاء المصابين، وجبر كسر كل قلب آذاه هذا الحادث المأساوي وخطف منه أحبته.

وأرجو ألا يفاجئ بعضكم أن الناس في جازان بشر أيضا، يحزنون ويفرحون ويحلمون بحياة أفضل..كما تفعلون تماما!

أضيف بتاريخ :2015/12/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد