آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد عبد الرحمن العرفج
عن الكاتب :
كاتب سعودي ساخر، من مواليد 25 مايو 1967 في مدينة بريدة. حصل على شهادة المرحلة الابتدائية من المدينة المنورة، والمتوسطة من المعهد العلمي في جدة والرس، والثانوية في عنيزة والدمام من المعهد العلمي. وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية عام 1410هـ. وحصل على درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة برمنجهام في بريطانيا

الجراءة في يوميات القراءة!!


أحمد عبدالرحمن العرفج

القِرَاءَة مُمَارسة ثَقافيَّة، يُقبِل عَليهَا النَّاس جَميعًا بِلَا استثنَاء، سَواء مَن يَقرؤون الكُتب، أَو مَن يَقرؤون قَوائِم الطَّعام «المنيو»، أَو فَاتورة مَغسلة المَلَابِس، أَو المَلَاحِق الرِّيَاضيَّة فِي الصُّحف.. وأيًّا كَانت القِرَاءَة، فَلَهَا هَدَف، لِذَلك دَعوني أُلخِّص فِي يَوميَّات، مَا جَمعته فِي سَنوَات، عَن مَاهية القِرَاءَة وأَشكَالها، وأَهدَافهَا وأَغرَاضهَا:

(الأحد): للإنسَان عَقلٌ وَاحِد، ولَكنَّه يَستطيع أَنْ يَجعل العَقل عَقلين أَو ثَلَاثَة، مِن خِلال القِرَاءَة، وفِي ذَلك يَقول الأَديب «تشارلز ديكنز»: (تُنمِّي القِرَاءَة عَقلَك، لأنَّها تَمنَحك إمكَانيَّة التَّفكير؛ بعَقلِ إنسَانٍ آخَر)..!

(الاثنين): كَثُرت تَعريفَات الإنسَان، مِثل: قُل لِي مَن تُصَاحب؟، أَقُل لَك مَن أَنت.. أَو قُل لِي مَاذَا تَأكل؟، أَقُل لَك مَن أَنت.. ومِثل هَذه التَّعريفَات دَخلَت فِي القِرَاءَة، لذَلك يَقول «سقراط»: (إذَا أَردتُ أَن أَحكُم عَلَى إنسَانٍ، فإنِّي أَسأَله: كَم كِتَابًا قَرأتَ؟، ومَاذا قَرَأتَ؟)..!

(الثلاثاء): القِرَاءَة وَسيلَة وغَايَة، فهي وَسيلَة لتَنمية العَقل، وغَاية لمَن أَرَاد الانتفَاع بِهَا، وقَد شَرَح هَذه القَضيَّة أُستَاذنا «عبَّاس محمود العقَّاد» بلَا تَعقيد، حِين قَال: (يَقول لَكَ المُرشِدُون: «اقرَأ مَا يَنفعك»، ولَكنِّي أَقول: «بَل انتَفع بِمَا تَقرَأ»)..!

(الأربعاء): لِمَاذَا تَقرأ؟، إنَّه سُؤالٌ بَسيط، ولَكن إجَابَاته مُتعدِّدة، ولَعلَّ أَقربهَا إلَى الذِّهن -أَثنَاء كِتَابة هَذه اليَوميَّات- هي إجَابة الفَيلسوف «فرانسيس بيكون»، حَيثُ يَقول: (لَا تَقرَأ لتُعارض وتُفنِّد، ولَا لتُؤمِّن وتُسلِّم، ولَا لِتَجد مَا تَتحدَّث عَنه، بَل لِتَزن وتُفكِّر)..!

(الخميس): أَكثَر النَّاس يَشتَكي مِن شُحِّ القِرَاءَة، وقلِّة أَصدقَاء الكُتب، حَتَّى أَصبَحنَا لَا نَقرَأ؛ إلَّا خَرابيط الواتس أب، أَو شرُوحَات المُعَاملات، وقَد تَوقَّع انحسَار مَدّ القِرَاءة الأَديب «إميل سيوران» فقَال: (أتوقَّع أَنْ يَأتي يَومٌ، لَا نَقرأ فِيه إلَّا البَرقيَّات والأَدعيَة)..!

(الجمعة): لَعلَّه مِن الصَّوَاب أَن نَقول: أَنتَ عِبَارَة عَمَّا تَقرَأ، وكُلّ كِتَاب تَقرؤه يُشكِّل طُوبَة فِي بِنَاء جَسدك، لذَلك خُذ الفَيلسوف «توماس كارليل» عَلى مَحمَل الجدِّ، حَيثُ يَقول: (مَا نكونه، يَعتمد عَلى مَا نَقرؤه، بَعد أَن يَفرغ كُلّ الأسَاتِذَة مِن تَعليمنَا، فمَجموعة مِن الكُتب، أَفضَل جَامِعَة عَلَى الإطلَاق)..!

(السبت): هُنَاك فَرقٌ كَبير بَين القِرَاءَة والتَّفكير، وإذَا أَردنَا تَبسيط الأَمر سنَقول: إنَّ التَّفكير هو المَشي، أَمَّا القِرَاءَة، فهي الطَّعَام الذي يَمدُّ الإنسَان بالطَّاقة، التي تَلزمه لريَاضة المَشي، وقَد فَصَّل الأَديب «جون لوك» مَوضوع القِرَاءَة فقَال: (القِرَاءَة تَمدُّ العَقل فَقَط بلَوَازِم المَعرفَة، أَمَّا التَّفكير، فيَجعلنا نَملك مَا نَقرَأ)..!!
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/08/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد