آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

نحن آسفون أيتها الكائنات الحية!


عبدالله المزهر

في الفترة الأخيرة بدأت أعداد المهتمين بالبيئة تتزايد، وهذا أمر يسر بقية المخلوقات والكائنات الحية غير البشرية التي تشاركنا هذه الأرض، أو بمعنى أدق التي نشاركها هذه الأرض باعتبار وجودها أقدم. وأنها كانت في بحبوحة من العيش قبل أن تعرف الإنسان.

وأظن أنها كانت تقدر وتتفهم حاجة الإنسان إلى الصيد وإلى الاحتطاب من أجل البقاء، ولم تكن ترى في ذلك بأسا أو مشكلة. لكني واثق أنها لو استطاعت الكلام الآن لعبرت عن دهشتها واستغرابها من إصرار الكائن البشري على مطاردتها وقتلها وأكلها مع أنه ليس في حاجة لذلك.

ولك أن تتخيل شعور طائر مهدد بالانقراض وهو يشاهد كائنا بشريا يدفع الكثير من الأموال، ويشتري الكثير من الأدوات ويتكبد العناء وهو يطارده لكي يقتله، مع أن هذا الكائن البشري يستطيع أن يجد طعاما وطيورا متوفرة وبأسعار زهيدة ودون عناء. أتفهم دهشة تلك الكائنات وأحسدها عليها بالطبع، فنحن ككائنات بشرية لم يعد يدهشنا شيء.

أما الأشجار فتلك قصة أخرى، فالكائن البشري ابن هذه الأرض يجوب العالم يبحث عن الشجر والمرعى، وفي كل سانحة تجده يصور أشجار كوكب الأرض في البلدان الأخرى، ويتباهى بأنه استطاع الوصول إلى تلك الديار الخضراء.

ثم حين يعود ويقرر أن «يسيح» في وطنه فإن الفأس هي أول أدواته التي يستخدمها في سياحته الداخلية التي تقتصر في غالبها على الاحتطاب والطبخ والأكل.

الوعي البيئي ليس ترفا ونشاطا زائدا يمارسه البعض، يفترض أن يكون أولوية لدى كثير من الأفراد والجهات، وأظن أن المهتمين بالبيئة وبالحياة الفطرية يدركون أنه يجب عليهم تحمل سخرية البعض منهم في البدايات، لأن هذا الأمر طبيعي والسخرية منطقية حين تصدر من جيل يؤمن أن الأشجار والنباتات والحيوانات أشياء زائدة عن الحاجة ولا لزوم لها في التوازن البيئي.

والأمر مرتبط بثقافة متأصلة سيكون التخلص منها صعبا ولكنه ليس مستحيلا، فإن كان الصيد في وقت مضى أحد علامات الفروسية و»المرجلة»، فإن الفارس الحقيقي الآن هو من يقاوم رغباته في قتل الكائنات الحية. الحفاظ على البيئة والحياة هي الفروسية الحقيقية الآن.

وعلى أي حال..

أتمنى ألا يكون في هذا المقال ما يغضب أحدا من الكائنات البشرية أو غير البشرية، وألا يتهمني محبو الصيد والاحتطاب بأني عميل للضبان والجرابيع ومتعاطف مع أشجار الطلح والسدر.
 
صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2017/09/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد