آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

فإن أسباب الوفاة كثيرة!


عبدالله المزهر

«رأيت جنازة فمشيت خلف النعش، مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراما،
لم أجد سببا لأسأل: من هو الشخص الغريب؟ وأين عاش، وكيف مات؟
فإن أسباب الوفاة كثيرة.. من بينها وجع الحياة».

يبدو أن الكلمات أعلاه لمحمود درويش كانت النص الذي اقتبس منه المتحدث الرسمي لأمانة منطقة تبوك بعض عباراته وهو يتحدث عن حالة الدهس التي أدت لوفاة مواطنة في طريق الملك عبدالعزيز في مدينة تبوك.

والمواطنة ـ رحمها الله ـ قررت أن تعبر هذا الطريق الذي يفصل بين مجمعين تجاريين فكان العبور الأخير. المتحدث قال إن بناء جسور عبور المشاة ليس حلا، ثم تبرع مشكورا بتقديم الحل الذي غفل عنه الكثيرون فقال إن المرأة المتوفاة كان يجب أن تستخدم سيارة لعبور بضعة أمتار إلى الضفة الأخرى من الشارع. ولا أريد التعليق على هذا الحل حتى لا أكشف لكم أني أجيد استخدام الكلمات البذيئة، ستعرفون هذا الأمر في مناسبات لاحقة.

المتحدث المتأثر بنصوص محمود درويش قال إن أسباب الحوادث كثيرة، لكنه لم يقل إن من بينها «وجع الحياة»، ولكنه وكالعادة وحسب الموضة السائدة هذه الأيام جعل المواطن هو السبب الرئيس، فالطرقات والأمانات والمرور أسباب لاحقة لكنها ليست مؤثرة. ثم أضاف «إن تحميل الأمانة المسؤولية أمر مجانب للواقع والصواب».

وبالحديث عن الواقع والصواب فإن الواقع يقول إن هذه السيدة ـ رحمها الله ـ ليست هي أول من يموت في هذا المكان ولنفس الأسباب. والصواب يقول إن استمرار حدوث خطأ ما بنفس الطريقة يدل على فشل المسؤولين عن معالجته!

وعلى أي حال..
المشاريع المتعثرة لبناء هذه الجسور ستنهض فجأة من عثرتها، لكن المواطن مستعجل دائما، وكل ما في الأمر أن عدد الوفيات لا زال أقل من الرقم الذي سيحرك الأمانة وبقية القطاعات ذات العلاقة!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/01/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد