آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد عبد الرحمن العرفج
عن الكاتب :
كاتب سعودي ساخر، من مواليد 25 مايو 1967 في مدينة بريدة. حصل على شهادة المرحلة الابتدائية من المدينة المنورة، والمتوسطة من المعهد العلمي في جدة والرس، والثانوية في عنيزة والدمام من المعهد العلمي. وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية عام 1410هـ. وحصل على درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة برمنجهام في بريطانيا

وصفة الكتابة لعلاج الكآبة!!


أحمد عبدالرحمن العرفج

تَعريف الكِتَابَة يُزاحِم - أَحيَانًا- الكِتَابَة نَفسهَا، فهَذا التَّعريف هَاجسٌ؛ أَشغَل فِكر ووَقت الكَثير مِن الفَلَاسِفَة، والأُدبَاء والمُثقَّفين؛ مِمَّا استَوجب تَخصيص يَوميَّات مُنتقَاة بدِرَايَة، فتَدبَّروها وتَأمَّلوها برِفقٍ وعِنَايَة:

(الأحد): كَان «المُقفّع» كَثيرًا مَا يَقف إذَا كَتَب، وحِين سُئِل: لِمَاذا يَفعل ذَلك؟ قَال: (إنَّ الكَلَام يَزدحم فِي صَدري، فأَقف لتَخيُّره)..!

(الاثنين): لكُلِّ كَاتِبٍ هَدف، ولِسَانه - أَحيَانًا- يَتلبَّس قَلمه؛ لذَلك لَا تَستَغرب إذَا وَجدتَ هَفوَات اللِّسَان وزَلاّته، مُسطَّرَة عَلَى الوَرق، وقَد انتبَه إلَى العَلَاقَة بَين الحَكوَاتي والكَاتِب البَاحث «وليد إخلاص»، فقَال: (هَدف كُلّ كَاتِب أَنْ يَكون حَكوَاتي عَصره)..!

(الثلاثاء): يَجب عَلَى الكَاتِب أَلَّا يَستَسلم للُّغَةِ المَسلُوقَة، التي تَقفز عَلَى القَلَم، وتَستَولي عَلَى الوَرق، بَل يَجب عَليهِ أَنْ يَتخيَّر كَلِمَاته، كَمَا يَتخيَّر مَلَابسه، وأَثَاث غُرفة نَومه، كَمَا كَان يَفعَل الأَديب «بوالو»، حَيثُ يَقول: (مِن كُلِّ أَربَع كَلِمَات أَكتبهَا أَحذِف ثَلاثًا)..!

(الأربعاء): الكِتَابَة الأَخَّاذَة، هِي تِلك التي تَعتَمد عَلَى الثَّقَافَة الوَاسِعَة؛ والقِرَاءَة الشَّاسِعَة؛ حَيثُ يَجب عَلَى الكَاتِب أَنْ يَقرَأ كَثيرًا، ويَنتخب قَليلًا مِمَّا يَقرَأ، لكي يُقدِّمه إلَى القُرَّاء، عَلى شَكل عَصير طَازج، والأَديب «يحيى حقّي» يَتّفق مَع هَذه الفِكرَة، حَيثُ يَقول: (الكِتَابة للآخَرين، هِي أَنْ تُحوِّل ثَقَافتك إلَى «عَصير تُفَّاح»، يَتمتَّع بِهِ الجَميع، ويَستَطيع استِيعَابه)..!

(الخميس): مِثلمَا يَستفزّ الثّور «اللَّون الأَحمَر»، فإنَّ الكَاتِب تَستفزُّه «الوَرقَة البَيضَاء»، حَتَّى يَشعُر بإغرَاء فِكرة تَسويد وَجههَا وقَفَاهَا، ومِن أُولئِك المَفتونين بمُكَافحة بَيَاض الوَرق، الأَديب «سارتر»؛ حَيثُ يَقول: (مَا وَقَعَت عَيني عَلَى وَرقَة بَيضَاء، إلَّا واشتَهيتُ أَنْ أَكتُب فِيهَا)..!

(الجمعة): لكُلِّ كَاتِبٍ هَدَف، وأَسمَى الأَهدَاف مَا كَان نَفعه عَامًّا، وتَهَادَى إلَى مَرمَى التَّفكير؛ حَيثُ يَقول الأَديب «توفيق الحكيم»: (إنِّي أَكتُب لأُحرِّض القَارئ عَلَى التَّفكير)..!

(السبت): للكِتَابَة شرُوط، يَجب أَنْ تَتحقَّق قَبل خَوض مُغَامرة الكِتَابة، وقَد لَخَّص تِلك الشّروط، الكَاتِب العِملَاق «أحمد بهاء الدين»، حِين قَال: (لكَي تَكتُب كَلِمَة، يَجب أَنْ تَقرَأ أَلف كَلِمَة)..!!

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2018/02/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد