آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

العصاميون الجدد!


عبدالله المزهر

تقول الأخبار إن مواطنا في صحة الطائف اختلس مبلغا من المال يبلغ بضعة ملايين من الريالات، و"بضعة" ـ كما تعرفون ـ تطلق على العدد من ثلاثة إلى تسعة أشياء، والأشياء في هذه الحالة هي ملايين وزارة الصحة!

والأخبار لم تسطع تحديد عدد الريالات بشكل دقيق، فقد قيل إنها ما بين الثلاثة والعشرة ملايين، وبغض النظر عن عدد الملايين التي "لطشها" هذا الموظف وهرب بها إلى خارج الحدود فإنه يبدو من طريقة سرقته أنه في بداية طريقه ولم يصبح متمكنا بعد، وينم أسلوبه الذي اعتمد على استخدام تزوير التواقيع على أن مستقبله في هذا المجال سيكون مظلما!

ثم إن مبلغ الاختلاس لا يعطي انطباعا ولا مؤشرا جيدا، فقد جرت العادة في أغلب بلدان العالم أن اللصوص الذين يقبض عليهم ويطاردون هم من يسرقون مبالغ قليلة، وتجريم هذا المختلس الغبي يدل على أن مبلغ العشرة ملايين أصبح مبلغا تافها، وهذا نذير شؤم والعياذ بالله!

والحقيقة، وبغض النظر عن تفاصيل هذه القضية التي يسكن فيها الشيطان، فإن قصص الكفاح التي من هذا النوع تعجبني، لدرجة التفكير في تأليف كتاب أجمع فيه عددا من قصص النجاح والعصامية التي سلكها كثير من اللصوص، والتي بدأت بسرقة "دباسة" وانتهت بسرقة الوزارة ومصنع الدبابيس كاملا.

لكني أخشى من العقبات التي قد تعيق مشاريعي في تأليف مثل هذه المصنفات، كأن يكره هؤلاء العصاميون ذكر أسمائهم لشدة تواضعهم، أو يغضبهم ـ لشدة أنانيتهم ـ نشر العلم والفائدة بين الناس الذين يتشوقون لمعرفة الطريق إلى الثراء!

وعلى أي حال..

من المهم أن تعود الملايين العشرة حين يقبض على هذا اللص الصغير، وألا يكتفى بتغريمه نصف مليون وسجن "بضع" سنوات، لأن هذا سيعني أن ما قام به ليس سوى مشروع عالي الربحية قليل المخاطرة!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/02/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد