آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

الأحساء.. وشموخ الشهداء


عبدالمحسن يوسف جمال

التكفيريون لا إيمان لهم، ولا أخلاق يرجعون إليها، فهم ينتهكون بيوتا أذن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه، ويسفكون دماء الأبرياء من الركع السجود، ويقتلون المصلين في المسجد يوم الجمعة، وهو يوم عيد وفرح وسرور عند المسلمين.

يدعونا الله- سبحانه وتعالى- يوم الجمعة إلى الصلاة جامعة، وأن نذر البيع، ففي ذلك الخير.. كل الخير لنا.

هذه دعوة الرحمن، بينما أهل الباطل ينتهزون هذا اليوم المبارك والتقاء المؤمنين، وتوادهم وتراحمهم واجتماعهم في ضيافة الله في أحد بيوته، ليقوموا بعمل خسيس، لا يقوم به إلا عبدة الشيطان الرجيم، وذلك بسفك الدماء الطاهرة والنفوس المطمئنة وهم ساجدون لربهم في محراب التقوى.

وأهلنا بالأحساء العزيزة، وهم أهل خير وطيبة ومحبة وكرم؛ عرفوا به على مدار تاريخهم الغابر.. يعم أرضهم السلام والأمن والأمان، وعرفوا بتدينهم الفطري، وتمسكهم بنهج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم منذ أن بشّر النبي بالدعوة.. لا يحبون العنف، ويعيشون متحابين متكاتفين، يعملون بجد ومثابرة، وهم جزء من شعب المملكة العربية السعودية عُرف عنه السخاء والكرم والنبل.

ولقد أراد الله سبحانه أن يفضح أولئك النفر الشاذ الخارج عن كل القيم والأديان، والمتمسك بفتاوى الشيطان الذي أقدم على عمل لا إنساني بقتل المصلين من أهلنا بالأحساء؛ ليظهر للعالم الفرق بين الثرى والثريا، وبين النبل والخسة، وبين التقوى والفسق، وبين الإيمان الصافي والكفر البواح.

إقدام هؤلاء التكفيريين على اختيار أكثر الناس إيماناً دليل على فساد عقيدتهم، وانحراف دينهم، وشيطنة فتاواهم، ففي الأدعية المأثورة أن المؤمن يدعو بالشهادة قتلاً في سبيل الله على أيدي أكثر عبيده فسقاً، وهذا ما ناله هؤلاء الأبرار، أهلنا في الأحساء.

وعلينا- نحن أهل الخليج- شعوباً وحكومات، أن نقف صفاً واحداً، وسداً منيعاً أمام هذه الفئة الضالة، ونتصدى لفتاواهم الشيطانية وأفعالهم الباطلة، فهم كما وصفهم الله بأنهم حزب الشيطان وهم الخاسرون لا محالة.
وأن نقف أمام كل من يستغل الدين ليفرق بين المسلمين ويقسّمهم شيعاً وأحزاباً، ويروّج للأحاديث الباطلة التي تبيح دماءهم وأعراضهم وأموالهم بغير حق.

آن الأوان لنقف مع أمم وشعوب العالم لنلجم ذلك النفر المنافق؛ الذي يستغل الدين لضرب الدين، ويستغل القرآن لضرب أهل القرآن، ويستغل الصلاة والمساجد لقتل المؤمنين.

ونقول لأهلنا في الأحساء: عظم الله أجوركم، ورحم الله شهداءنا وشهداءكم، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، و{إنا لله وإنا إليه راجعون}.

ورسالة إلى مجلس الأمن الدولي وإلى الدول الكبرى؛ إن الوقت قد حان للتدخل لإيقاف الحروب العبثية، والعمل مجتمعين مع شعوب وحكومات العالم لمحاربة هؤلاء التكفيريين، وفضح من يقف خلفهم سواء بالفتاوى المنحرفة أو المال الحرام أو التستر عليهم.

القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/02/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد