آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. فايز أبو شمالة
عن الكاتب :
د. فايز أبو شمالة

فلسطين تصرخ: ارحل يا محمود عباس

 

د. فايز أبو شمالة

بفضل سياستكم التي لا ترى حلاً للقضية الفلسطينية إلا من خلال المفاوضات، وتوطيد العلاقة مع المحتلين الإسرائيليين، وتقديس التعاون الأمني لمحاربة المقاومة والمقاومين، حققت إسرائيل الحد الأقصى من الأمن والاستقرار والازدهار الذي لم يحلم به مؤسسوها الأوائل، وخسر الفلسطينيون أنفسهم ومكانتهم وشخصيتهم بالقدر الذي لم يتخيله أي متشائم عبر التاريخ، ولمزيد من التفصيل، سأحدد في نقاط ما وصلت إليه القضية جراء سياستكم ونهجكم:

1ـ تم إزاحة القضية الفلسطينية عن جدول اهتمام العالم، وتم عقد مؤتمر وارسو بحضور تسعة دول عربية، لتكون إسرائيل الدولة العاشرة، دون وجود فلسطيني، أو قدرة على التأثير!.

2ـ تم التطبيع  بين المحتلين الصهاينة والعديد من الدول العربية دون اشتراط العلاقة بين الدول العربية وإسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة!

3ـ صارت القضية الفلسطينية قضية إنسانية، لا يشغل بال سلطتكم إلا توفير الرواتب للموظفين آخر الشهر، والحصول على المساعدات المالية من الدول العربية!.

4ـ انقسمت منظمة التحرير على نفسها، ولم تعد نقطة اجماع للشعب الفلسطيني، ولا نقطة لقاء التنظيمات الفلسطينية، وتم الاستعاضة عن البيت المعنوي للشعب الفلسطيني، بسلطة مرتبطة بحبل سري من المال والمصالح بالاحتلال الإسرائيلي!.

5ـ استفرد اليهود بأرض الضفة الغربية، وعززوا استيطانهم فيها، وضاعفوا مساحة المستوطنات، وضاعفوا عدد المستوطنين عدة مرات!.

6ـ تم الفصل الروحي والمعنوي بين أهل غزة وأهل الضفة الغربية، فصارت غزة تحترق بنيران الحروب، والجوع والحصار، في الوقت الذي لم تسمح فخامتكم للضفة الغربية بأن تذرف مجرد دمعة حزن أو غضب على أهل غزة.

7ـ  وفي عهدكم تم توحيد القدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وتم حسم أمرها، وإسقاطها عن جدل أعمال أي مفاوضات ممكن أن يوافق عليها الإسرائيليين في المستقبل.

8ـ تم تقزيم دور المؤسسات الفلسطينية، وغاب عن الوجود المجلس التشريعي، وتم طمس الإرادة الفلسطينية، حتى صارت حركة فتح حركتين، وصارت غزة والضفة الغربية منطقتين، وصارت القضية الفلسطينية شقفتين، شقفة تؤيد التعاون الأمني مع الاحتلال، وشقفة تصر على مقاومة الاحتلال، وما بين المنطقين غابات كثيفة من الأحقاد والضغينة والكراهية غير المسبوقة.

9ـ تم شطب قضية اللاجئين عن جدول اهتمام المجتمع الدولي، وصارت الأونروا تلهث لتوفير الخدمات الضرورية للاجئين، وصار حق العودة ليس مقدساً، وصدر عنكم بالصوت والصورة تعهداً بعدم إغراق إسرائيل بملايين اللاجئين.

10ـ تم حصار غزة، ومعاقبة أهلها، وقطع مخصصات الأسرى والجرحى وعوائل الشهداء، وصار الشغل الشاغل للمواطن الفلسطيني لقمة الخبز المغمسة بالمذلة، وهو يرى المخابرات الإسرائيلية تقتحم مدن الضفة الغربية لتقتل وتعتقل بلا مقاومة!.

11ـ انتهى الى الأبد حل الدولتين، ولم يبق للفلسطينيين من أرض وكيان وحضور وتأثير وقيمة معنوية وسياسية تتجاوز ما يقرره المحتل بشأنهم.

12ـ سيطر منسق الحكومة الإسرائيلية على مجمل حياة الناس في الضفة الغربية، حتى تجاوز عدد العمال الفلسطينيين في المستوطنات الإسرائيلية 200 ألف عامل فلسطيني، تتقاضى السلطة 2500 شيكل مقابل كل تصريح شهري للعامل الواحد!.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/02/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد