آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
خالد الجيوسي
عن الكاتب :
كاتب وصحافي فلسطيني

ضُغوطات يتعرّض لها العاهل الأردني.. “الوصاية الهاشميّة” والقدس.. حديث عن تبادل وتنازل عن أراضٍ بين الأردن والسعوديّة..

 

خالد الجيوسي

يبدو المشهد مُتداخلاً فيما يتعلّق بموقف الأردن من وصايته الهاشميّة على المُقدّسات الإسلاميّة، والمسيحيّة في القدس، بل واستخدام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لكلمات شعبيّة حماسيّة، مثل “شعبي معي”، وتأكيده على صموده أمام الضّغوظات التي تتعرّض لها بلاده، وهو شخصيّاً، لتغيير موقفهم من الوصاية، والتّماشي مع “صفقة القرن”، التي يتردّد أنها وصلت لحد تبادل الأراضي، ومنح أراضٍ أردنيّة للفِلسطينيين، والوطن البديل الذي يقول له المليك الأردني أيضاً “كلا”.

حديث العاهل الأردني، أيضاً جاء مع تصريحات لافتة للسفير الأمير السعودي في الأردن، والذي أكّد أن بلاده مع الوصاية الهاشميّة، وهو تصريح يبدو مُلفتاً، في ظل الحديث عن خلاف صامت بين الأردن والسعوديّة، ودعم الأخيرة لصفقة القرن، وما يترتّب عليها من تنازلات، وصلت للعمل على مُشاركة الهاشميين وصايتهم تلك، وعدم الاعتراف بها.

يُحذّر المليك أو يتساءل عن “التّشويش” الذي يحصل حول موقفه من القدس، ويعود للتأكيد أمام حشد في محافظة الزرقاء الأردنيّة، ولآخر مرّة، أن موقفه والهاشميين ثابت من القدس، والإخوة الفلسطينيين، كما يُذكّر أخيراً بوقوف العرب والمسلمين إلى جانبه، وربّما يعود هذا “التّشويش” إلى مُغادرته في ظرف شهرين إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة، وحديث الداخل الأردني عن “احتضار” الوصاية، بل إنّ المليك ذاته اعترف بوجود الضّغوط عليه، وعلى بلاده، وكأنّما يُطالب شعبه بمُساندته في تلك الظروف العصيبة.

الخطابات الملكيّة الأردنيّة، امتازت عادةً بالكلمات المُختارة بعناية، وتبتعد عن مُخاطبة الشارع بكلمات حماسيّة، ولعلّ الشارع الأردني كان مُتعطّش لسماع مثل تلك الكلمات، وأشبه بالخطابات الناصريّة، كيف لا والأمر يتعلّق بالتنازل عن القدس، وتسليمها ضمن صفقة مشبوهة، يخشى فيها الأردنيون والعرب من الضغوط، وها هو مليكهم يُطمئنهم.

مُساندة العربيّة السعوديّة، للوصاية الهاشميّة تظل موضع شك، بالنسبة إلينا، ولعل تصريحات الأمير السفير، سبقت تقارير صحفيّة عن تبادل أراضي أردنيّة بسعوديّة، وأردنيّة للفلسطينيين، وهذا فيما يبدو لم يكن في حُسبان السعوديين، فهل تأتي صفقة القرن على حساب المال والأراضي السعوديّة، فكان منهم أن سارعوا للعودة، وحديثهم عن دعم الوصاية الهاشميّة، كما القدس عاصمة أبديّة لفلسطين، لا وعلى لسان سفير المملكة في الأردن تحديداً!

هذه التّساؤلات البسيطة، تأتي في بحر من الغُموض الذي يلف اقتراب صفقة القرن، التي يُبشّرنا بقُرب إعلانها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأيدينا على قلوبنا من القادم، ففي غُرف العرب المُغلقة عادةً، يكون الحال على غير حاله من معسول الكلام، والحديث هُنا بالطّبع عن عرّابي “لعنة القرن”، وليس لدينا إلا الانتظار والترقّب!


صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/03/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد