آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صابر عارف
عن الكاتب :
كاتب ومحلل سياسي و عضو المجلس الوطني الفلسطيني

مؤتمر البحرين يسقط السياسة من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط!

 

صابر عارف

جاء الإعلان الأمريكي البحراني عن عقد مؤتمر اقتصادي في العاصمة البحرانية اليمامة للبحث في الوضع الاقتصادي الفلسطيني ليؤكد القناعات ، بأن كل ما يقال عن صفقة القرن الأمريكية التي مضى عامين  وهم يماطلون في الإعلان عنها  رسميا ، ما هو إلا تمويه وتضليل أمريكي بنسخة وطبعة ترامبية جديدة للتفنن في إدارة الحرب الأمريكية الإسرائيلية  في الشرق الأوسط وليس العمل على حل وتسوية الصراع فيه سياسيا كما كانت تدعي الإدارات الأمريكية المتعاقبة ، وللتفنن الأمريكي في التقارب والتمازج التام مع الموقف والسياسة الإسرائيلية التي انقلبت على كل حل سياسي لأزمة الشرق الاوسط لمصلحة الحل الاقتصادي الذي يقوده الإسرائيليون الأكثر تطرفا وتشددا بقيادة نتنياهو رئيس الوزراء الحالي ، الذين ينكرون فيه أي حق سياسي، أو أي حق وطني لأي فلسطيني ، امتدادا للرفض الصهيوني التاريخي  . وليؤكد بأن كل ما يقال عن صفقة القرن ما هو الا تكتيك امريكي للاقتراب أكثر وأكثر من السياسة الاسرائيلية التي تقوم منذ سنوات على تفضيل  الحل الاقتصادي على الحل السياسي الذي ادعت أمريكيا السير به فترة اوسلو الذي انهار منذ سنوات وسنوات بدون إعلان .

 المؤتمر الاقتصادي الذي أعلن عنه البيت الأبيض الأمريكي، مساء الأحد الماضي والذي تجري الاستعدادات لانطلاقه في مدينة المنامة التي فتحت أبواب التطبيع بين البحرين وإسرائيل منذ نحو ربع قرن، في السر والعلن،  والتي تعد البوابة الخلفية ووكيل الأعمال السري، للرياض السعودية في التقارب مع العدو الصهيوني ، عبر قنوات تواصل قادها وكلاء، ومندوبون ورجال الموساد، حتى ظهر الأمر للنور والعلن ، وأصبح تبادل الوفود والزيارات التي رعتها كل من السفيرة البحرانية اليهودية الديانة في واشنطن ،  وتسبي ليفني حسناء الموساد الإسرائيلي للقيادات والزعامات الفلسطينية  والعربية مظهرا طبيعيا في السياسة البحرانية يصعب تعدادها في مقال كهذا ، إلى أن وصل الأمر للانتقال من مرحلة التطبيع البحراني مع العدو إلى مرحلة التامر المباشر معه لتصفية القضية الفلسطينية بالحل الاقتصادي الإسرائيلي الإمريكي المشترك الذي سيبحث مؤتمر المنامة تفاصيله وآلياته على شكل ورشة عمل اقتصادية دولية هدفها تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما يقولون!! محاولين إلالتفاف على الموقف الفلسطيني الرافض للسياسة الأمريكية الموغلة والممعنة في دعمها للكيان الصهيوني .

المؤتمر الذي رحبت به إسرائيل وأعلنت أنها ستشارك به رسميا استجابة للدعوة الأمريكية كما ذكر مسؤول إسرائيلي بارز، امس الاثنين.  باعتباره وكما جاء في الإعلان الرسمي للبيت الأبيض: “سنعقد ورشة اقتصادية دولية بالبحرين أواخر يونيو كجزء أول من صفقة القرن “، وهدفها تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية”!!!. وسيعلنون عن الجزء الأول الذي يعني بالشق الاقتصادي من الخطة، بعنوان “الرخاء من أجل السلام”
لا اعتقد بانني سأضيف جديدا على مخاطر المؤتمر  بعد ما قالته رجالات وسلطة اوسلو ، التي أعلنت بأنه “لم تتم استشارة الجانب الفلسطيني من قبل أي طرف حول الاجتماع المزمع عقده في العاصمة البحرينية المنامة” وأنها لن تشارك به ، وأكدت بأنه لن يشارك به سوى العملاء من العرب.

وبعبارة أخرى إن البحرين لم تكلف نفسها حتى عناء تبليغ السلطة الفلسطينية بما ستفعله مع الامريكي والاسرائيلي ، وهذا يؤكد مستوى ودرجة الانهيار  الذي بلغته الدول الخليجية في التآمر المعلن والمكشوف على القضية والشعب الفلسطيني .

قد ينجح المؤتمر في استدراج العديد من أتباع أمريكا السياسيين والاقتصاديين في العالم الأوروبي والخليجي وغيرهم، وقد ينجحون في الإعلان عن توفير المليارات  شكلا وقولا ، لكنهم لن ينجحوا أبدا في سياستهم ، لعدم مصداقيتهم اولا وأخيرا ولأنههم لن يجدوا فلسطينيا واحدا مستعد للسير معهم نحو حتفه . !!!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/05/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد