آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سامي كليب
عن الكاتب :
إعلامي لبناني يحمل الجنسية الفرنسية، مدير الأخبار في قناة الميادين الفضائية

لا حرب بين بريطانيا وايران، وهذا هو الحل المنتظر

 

سامي كليب

بعد احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية التي بين بحارتها بعض الروس أيضا، تأكد الجميع أن القيادة الايرانية لن تتراجع وأنها مستعدة لكل الاحتمالات. وبما أن لا أحد يريد الحرب، وان ثمة من اقتنع حتى في لندن نفسها بأن جون بولتن هو الذي أوقع بريطانيا في فخ المواجهة التي لا تريدها حين نصح باحتجاز السفينة الايرانية، تتجه الأمور الى عدد من الحلول المقبولة والتي تحفظ ماء وجه الجميع. 

         هذا ما يناقش الآن: 

• تفرض بريطانيا عقوبات وإجراءات رمزية على إيران، وهو ما سبقته طهران باتهام لندن بالتبعية لأميركا
• قد تتجه الحكومة البريطانية المقبلة نحو حسم التردد الحالي لجهة الموافقة على الطلب الأميركي الاشتراك في عمليات التفتيش البحرية لحماية السفن في مضيق هرمز ومعابر النفط.  لم يحسم الأمر لكن ثمة اتجاها صوبه، فبريطانيا وحدها غير قادرة على حماية ناقلاتها، والاتحاد الاوروبي منقسم حول الفكرة الاميركية. 
• يُصدر القضاء في جبل طارق قراره بالإفراج عن الناقلة الايرانية، ويصار بعدها أو بالتزامن معها الافراج عن الناقلة البريطانية. هنا لا بد من الإشارة الى نقطة مهمة، ذلك أن احتجاز الناقلة الايرانية تم تحت شعار عدم السماح بنقل النفط الى سوريا وان الاميركيين وحلفاءهم في بريطانيا وغيرها يطبقون العقوبات الاوروبية، لكن الاتحاد الاوروبي لم يعلن بعد موقفا موحدا او رسميا حول هذا الأمر. 
• لا يشعر الايرانيون بقلق استثنائي من السياسة المقبلة لبريطانيا بقيادة بوريس جونسون، فالرجل يريد البقاء قريبا من أوروبا مع التقارب من اميركا، لكنه لا يؤيد الشطحات الانعزالية لدونالد ترامب، والاوروبيون لا يوافقون أصلا سيد البيت الأبيض تضييقه على ايران ومغامرته حيال صفقة القرن  والقدس والجولان وغيرها من القرارات العشوائية التي تمليها عليها مصالح الانجيليين الجدد الواهمين بعودة السيدة المسيح بعد إقامة الهيكل وانتصار إسرائيل. 
• ليس من مصلحة بريطانيا وإيران خسارة بعضهما وقطع العلاقات الدبلوماسية. هناك تبادل سفراء منذ العام ٢٠١٥ والعلاقات التجارية والتبادلية بينهما كانت واعدة جدا قبل العقوبات الاميركية، وهما ابعد ما يكون عن الرغبة بالمواجهة العسكرية الآن. 

لربما بريطانيا تماما كإيران تشعر في قرارة نفسها بأنها دُفعت الى فخ يريده متشددو البيت الأبيض، وبالتالي فمن الأفضل حل حرب الناقلتين بالدبلوماسية وليس بالتصعيد والحرب رغم الاحراج الذي قد يسببه رفع لندن قليلا سقف الاجراءات والعقوبات الرمزية على إيران. وهي في كل حال ستبقى رمزية.

لصالح مدونة الكاتب سامي كليب

أضيف بتاريخ :2019/07/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد