آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أمين محمد حطيط
عن الكاتب :
عميد ركن مقاعد ومفكر استراتيجي لبناني.. أستاذ في كلية الحقوق اللبنانية

المقاومة ستردّ حتماً... ونتنياهو سيندم

 

العميد د. أمين محمد حطيط 

وضع نتنياهو خطته العدوانية تلك وشرع بالعمل بها مباشرة بعد أسبوعين أعقبا القرار بإعادة الانتخابات المبكرة التي تقرّرت بعد فشله بتشكيل الحكومة، ولأنّ نتنياهو كان قد صرف في الانتخابات المبكرة الأولى معظم الأوراق الاستراتيجية التي توفرت له، فقد كان بحاجة الى ورقة كبيرة دسمة يوفر له استعمالها فرصة أكيدة في الفوز بالانتخابات، وبدا له انّ الورقة العسكرية الأمنية هي الأهمّ فاتجه لما يدغدغ الشعور الإسرائيلي كما يعتقد ورفع شعار «لا حصانة لإيران في أيّ مكان» ووضع خطة عملية أمنية محكومة بحدود ثلاثة: الأول تجنّب الاحتكاك بالقوات الإيرانية مباشرة لاعتقاده بأنّ الردّ الإيراني سيكون قاسياً ويطيح بمكتسباته، الثاني استهداف الفصائل الحليفة او المرتبطة بإيران ممنياً النفس بعدم قدرتها على الردّ أو ضعف ردّها إذا حصل، الثالث تجنّب الانزلاق الى حرب إقليمية لأنّ أيّ حرب تقع ولا تربحها «إسرائيل» ستطيح به.

شكل العدوان الإسرائيلي بمقتضى خطة نتنياهو الحربية الأمنية الجديدة انقلاباً على قواعد الاشتباك التي أرسيت بين «إسرائيل» وحزب الله في لبنان منذ العام 2006، تلك القواعد التي كانت تقوم على 5 قواعد هي:

2 ـ عدم قيام حزب الله بأيّ عمل مقاومة عبر الحدود اللبنانية الفلسطينية،

4 ـ عدم إنشاء مراكز عسكرية ظاهرة في منطقة جنوبي الليطاني والى الحدود،

وبمقتضى هذه القواعد ساد الهدوء في منطقة جنوب لبنان الذي تحوّل الى واحة أمنية مميّزة حيث لم تسجل فيه وخارج مزارع شبعا أيّ عملية مواجهة عسكرية بين «إسرائيل» والمقاومة لمدة 13 عاماً متواصلة رغم ما حصل في سورية وانخراط حزب الله في الحرب الدفاعية عنها.

كسرت خطة نتنياهو الجديدة إذن قواعد الاشتباك تلك، وخرقتها في البند الأساسي والرئيسي لا بل العمود الفقري لها، حيث نفذت «إسرائيل» فجر 25 آب الحالي محاولة اغتيال ضدّ أحد اللبنانيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورغم انّ المحاولة فشلت وعجزت «إسرائيل» عن استعادة أيّ من الطائرتين اللتين استعملتا في التنفيذ، فإنّ المحاولة كما قرأها حزب الله وكما هي بطبيعتها موضوعياً تشكل خرقاً خطيراً جداً للمشهد القائم وتشير إلى انّ «إسرائيل» تنكّرت لقواعد الاشتباك القائمة وتريد إرساء قواعد اشتباك جديدة تخلّ أو تطيح بمعادلة الردع المتبادل القائمة.

ـ الأول: قبول لبنان بالتغيير والإطاحة بالأمن اللبناني والاستسلام أمام منطق إسرائيلي عدواني يقول بانّ «إسرائيل» تفعل ما تريد بقوّتها وإرادتها، وهذا يعني الإطاحة بكلّ المكتسبات الوطنية الأمنية والسياسية اللبنانية التي تحققت منذ العام 2000، ويعني التفريط بدم الشهداء وتعب وجهود المقاومين والجيش.

بين الخيارين كان منطقياً ومنتظراً ان يرفض حزب الله على لسان قائده القائد العام للمقاومة الإسلامية في لبنان السيد حسن نصر الله خيار الاستسلام وهو العامل بشعار «هيهات منا الذلة» ولا يمكن بأيّ شكل من الأشكال العودة الى الوراء، ولهذا كان الوعيد بالردّ الآتي الذي يخدم لبنان وأمن لبنان والمقاومة ومحور المقاومة.


جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2019/08/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد