آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حمود أبو طالب
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي سعودي، عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي , والمشرف على المنتدى الثقافي، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان - فرع جازان.

وقد تم ذلك بدعم الدولة!


حمود أبو طالب ..

يأتي يوم افتتاح المشروع فيتقاطر الإداريون من أكبرهم إلى أصغرهم للاحتفال حتى لو كان قد تأخر إنجازه سنوات، وحتى لو كان مشروعا بسيطا لا يستحق الاحتفاء والبهرجة. يبدأ الإداري الأكبر كلمته بالتأكيد على أن المشروع قد تم «بدعم الدولة» ومتابعتها ثم يشكر المسؤولين المشرفين على المشروع وتنتهي كلمته بتصفيق كثيف من الجوقة الحاضرة. ثم يأتي ممثل وزارته أو جهازه في المنطقة ليؤكد أيضا أن المشروع لم يكن لينجز لولا دعم الدولة ثم متابعة المسؤول الأول، وهكذا دواليك تتوالى كلمات المسؤولين، كل واحد يؤكد دعم الدولة ويشكر رئيسه المباشر، ثم تنتهي الاحتفالية الصاخبة، وقد يفاجأ الناس بعد وقت قصير أن ذلك المشروع قد تحول إلى مسخ عديم الفائدة نتيجة سوء التخطيط والتنفيذ بعد أن صرف عليه مبلغ كبير يضمن انتهاءه بأفضل المواصفات.

مثل هؤلاء المسؤولين كأنهم يريدون تعريفنا بمعلومة جديدة نجهلها هي دعم الدولة للمشاريع التي تخدم المواطنين دون إدراكهم أن هذه المعلومة معروفة ومؤكدة للجميع وتدينهم في نفس الوقت. فعندما ينتهي المشروع بشكل ناقص وتعتريه أخطاء كبيرة تفقده جدواه فإن المسؤول يشير بشكل مباشر إلى أن الخلل في جهازه طالما الدولة قد دعمته بالموافقة والمال لتنفيذه. إنها إكليشة رديئة ما زال بعض المسؤولين يرددونها دون وعي بما تحمله من إدانة لهم، لأنهم لو استفادوا كما يجب من الدعم المقدم لهم من الدولة لانتهت مشروعاتهم على أفضل وجه، لكنه الإهمال وتدني الكفاءة ومثالب أخرى تجعل كثيراً من مشاريعنا تنتهي بالفشل، بينما المسؤول يردد كالببغاء الأبلة: وقد تم ذلك بدعم الدولة.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/06/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد