زياد حافظ

  • قضية الخاشقجي ومن يحمي بلاد الحرمين

    قضية الخاشقجي، الصحافي الذي اختفى بعد دخوله قنصلية بلاد الحرمين في اسطنبول، والملابسات التي أحاطت باختفائه قد تشكّل نقطة تحوّل في العلاقات الأميركية التركية والعلاقات الأميركية مع حكومة الرياض. والحملة الإعلامية الغربية وفي طليعتها صحيفة “الواشنطن بوست” المقرّبة جدّا من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تهدف إلى وضع مسافة بين الإدارة والحكومة في الرياض في الحدّ الأدنى أو التخلّي كلّيا عن المملكة في الحد الأقصى. وسيظل السجال بين الحدّين لفترة من الزمن إلى أن تتبلور معادلات محلّية، وعربية، وإقليمية، ودولية تستطيع من رسم مستقبل بلاد الحرمين التي دخلت مرحلة عدم استقرار بنيوية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

  • ملاحظات حول «الترتيبات النهائية» أو «صفقة القرن»

    خلال اجتماعات الأمانة العامة الجديدة المنتخبة للمؤتمر القومي العربي واجتماعات لجنة المتابعة للحوار القومي الإسلامي تمّت مناقشة ما يُسمّى بـ «صفقة القرن». أشار بعض المشاركين إلى أن ذلك المصطلح غير دقيق لسببين: فالسبب الأول هو أن المصطلح يفترض وجود على الأقل طرفين أحدهما يمثل الشعب الفلسطيني، وبما أن الشعب الفلسطيني ومن يمثله غير موجودَين للموافقة على ما يحصل أو يُعرض فلا يجوز التكلّم عن صفقة. أما السبب الثاني، فهو أن ذلك المصطلح ترجمة غير دقيقة لما أطلقته الإدارة الأميركية كـ «ترتيبات نهائية» لحل الملف الفلسطيني. وبالتالي من الصعب التكلّم عن صفقة تفرض موافقة «أطراف». ولكن بعيدا عن الجدل المصطلحي فلا بد من إبداء ملاحظات حول تلك «الترتيبات» سواء كانت «صفقة» أو «مخططات» أو أي شيء آخر.

  • سياسة العقوبات الأميركية

    عدد من الدول والقوى السياسية في الإقليم يتعرّض لعقوبات تفرضها الولايات المتحدة بشكل أحادي تُخالف بها المواثيق الدولية والأعراف ناهيك عن الأخلاق. والعقوبات التي تفرضها على كل من الجمهورية الإسلامية في إيران وتركيا والمقاومة في لبنان دليل إضافي على ضُعف يعبّر عن عجز في السياسة لإقناع الدولتين والمقاومة لتغيير خياراتها كما هو دليل على عدم إمكانية إخضاعها بقوّة السلاح.

  • الجيش الذي لا يُقهر؟!

    ما زالت بعض النخب العربية الحاكمة والتي تدور في فلكها تبدي انبهارها تجاه الكيان الصهيوني وقدراته العسكرية الضخمة و«إنجازاته» العسكرية التي جعلته بالنسبة لها قدراً على الأمة بأكملها لتبرير الهرولة إلى التطبيع، فالاعتراف، فالصلح.

  • القرارات الأميركية العبثية تجاه تغيير النظام الإيراني ولماذا نستبعد نجاح العصا الغليظة؟

    القرارات الأميركية الأخيرة منذ دخول ترامب البيت الأبيض قبل 17 شهر، سواء على الصعيد الخارجي أو على الصعيد الداخلي لها دلالات كبيرة كنّا قد ذكرنا بعضها سابقا. والسمة الرئيسية لهذه القرارات هي التخبّط الناتج عن حالة إنكار لواقعها الفعلي سواء في العالم أو في الداخل الأميركي. حالة الإنكار هي إنكار التراجع البنيوي وليس الظرفي لمكانة الولايات المتحدة والتي بدأت منذ عدّة عقود تبلورت بشكل أوضح مع ولاية كلنتون ومن بعده مع بوش واوباما. أما ترامب فوصوله إلى البيت الأبيض يعكس المأزق الداخلي الأميركي في البيئة الحاكمة كما يساهم في تكبير الثغرات ونقاط الضعف البنيوية الأميركية ويُسرّع التراجع فالأفول وربما الانهيار الكامل.

  • مسيرة الأرض مستمرّة

    سلام القدس عليكم وعلينا جميعا

  • قراءة في النظام الرسمي العربي: من عجز في التصدّي إلى عجز في التآمر

    مؤتمر القمة العربي الأخير الذي عقد في الظهران يوم الأحد في 15 نيسان/ابريل 2018 له دلالات عدّة خاصة وأن تمّ تأجيله بضعة أيام ليتوافق مع نتائج مرتقبة للعدوان السداسي على سورية. فالضربات التي شنّتها القوّات الأميركية والبريطانية والفرنسية كانت مدعومة سياسيا وماليا من قبل الكيان الصهيوني وحكومتي الرياض وأبو ظبي. كانت توقّعات الدول الثلاث الأخيرة أن تأتي الضربات بنتائج ميدانية تغيّر مسار الأمور في الميدان السوري بشكل يسمح للمتسلّطين على جامعة الدول العربية إعلان مواقف جذرية من الصراع العربي الصهيوني وتحويل العداء الرسمي العربي تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران.

  • دلالات مسيرة «يوم الأرض»

    المسيرة الشعبية في فلسطين وفي قطاع غزّة بشكل خاص في «يوم الأرض» تستدعي وقفة، لأنها في رأينا تشكّل نقطة تحوّل في مسار الصراع العربي الصهيوني. فالمسيرة سطّرت نموذجاً جديداً في مسار كفاح الشعب الفلسطيني

  • الصراع بين محور المقاومة ودول الاستسلام والتطبيع: مَن هو العدو الفعلي للعرب؟

    مقابلة ولي العهد للنظام الحاكم في الجزيرة العربية محمد بن سلمان في المجلّة الأميركية «ذي أتلانتيك» لم تكن مفاجئة بمضمونها بمقدار ما كانت صريحة وواضحة. أكدّت المقابلة انشطار الأمة العربية إلى فسطاطين: فسطاط يقاوم الذلّ والجهل والفقر الناتج عن التبعية المطلقة للولايات المتحدة عبر بوّابة الكيان الصهيوني، وهو محور المقاومة ومعه الجزائر، وفسطاط يقوده من ينظّر لتلك التبعية ويمارسها من دون أي خجل ودون اكتراث للموروث السياسي والديني والثقافي التاريخي وكأنه ليس معنياً به.

  • في يوم الأرض

    في كل سنة مثل هذا اليوم يحتفل الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلّة وفي الشتات ب “يوم الأرض”. لكن هذه السنة يحمل ذلك الاحتفال نكهة مختلفة عن السنوات الماضية علما أن تلك السنوات مهّدت لظهور تلك النكهة.

  • الخداع الأميركي

    نحيي هذه الأيام ذكرى أولى جرائم القرن الحادي والعشرين، أيّ احتلال العراق وتدميره على يد قوى تحالف الأطلسي وعدد من الدول خارج إطار مجلس الأمن والقانون الدولي والمواثيق الدولية. فالولايات المتحدة التي قادت ذلك التحالف لم تعتبر نفسها معنية بالقانون الدولي أو مجلس الأمن. أما الجرائم الأخرى فهي العدوان الكوني على سورية، وتبنّي جماعات الغلو والتعصّب والتوحّش في كل من العراق وسورية، والعدوان على سورية وليبيا واليمن. فمن يقرأ تاريخ الولايات المتحدة القريب أو البعيد يصل إلى نتيجة قاطعة أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة بشكل عام في اتفاقاتها الشفهية أو حتّى المبرمة بشكل خاص. فثقافة الولايات المتحدة في التعاقد بين الأطراف، سواء كانوا في القطاع الخاص أو في القطاع العام، أو مع الدول الصديقة أو غير الصديقة، تفضي أن الولايات المتحدة ستتخلّى عن أي أتفاق أو أي تعاقد أو أي التزام مكتوب، فما بالك في ما يخصّ الاتفاقات الشفوية، عند أول فرصة تسمح بذلك وإن كانت على حساب مصالحها الاستراتيجية أو سمعتها.

  • ماذا تريد الولايات المتحدة في سورية؟

    تطلّ علينا وسائل الإعلام العربية بشكل عام وخاصة تلك المتعاطفة مع الخط المقاوم والممانع للكيان الصهيوني وللتمدّد الأميركي في منطقة المشرق العربي بتركيز على «خطط تقسيمية» تارة للعراق وتارة لسورية. مؤخّراً وجدنا التركيز على مشروع أميركي لتقسيم سورية. فما هو الحال؟