سجلت مديرية الشؤون الصحية في جدة الخميس 9 شوال أول دعوى اتهام بالإهمال الطبي ضد مجمع الملك عبدالله الطبي بعد افتتاحه بـ94 يوما بعد أن تقدم والد الشاب مهند محمد شحبر بشكوى رسمية، بعد وفاة نجله بسبب سوء التشخيص والمماطلة في قسم الطوارئ

وأفاد محمد شحبر بأنه تلقى اتصالا في 24 رمضان الماضي عن تعرض نجله مهند خريج جامعة جون مورس بليفر والموظف في أحد البنوك إلى حادثة سير، وتم نقله عن طريق الهلال الأحمر إلى مجمع الملك عبدالله الطبي، وفي أقل من نصف ساعة كان ملازما لابنه في المستشفى وتبين أنه يعاني من رضوض في الأرداف مع ألم في الظهر والفخذ الأيسر وشكوى من آلام في البطن، وكان في كامل وعيه وكل وظائفه الحيوية تعمل بصورة طبيعية، ولم يكن هناك أي نزيف وأضاف شحبر أن نجله تعرض للإهمال وتأخير في التدخل، واكتشف الأطباء متاخرا وجود نزيف في البطن فاقم حالته حتى توفي.

وأضاف شحبر أنه تقدم بشكوى إلى مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور مبارك عسيري سرد فيها عشر ملاحظات تمثلت في التأخير لأكثر من ساعة ونصف قبل اتخاذ قرار بإجراء أشعة مقطعية أو عادية على منطقة الإصابة، ومن الملاحظات أيضا إعادة المصاب من غرفة التصوير وهو يعاني من الضغط والتنفس لغرفة إسعاف الطوارئ، ثم إبلاغه بواسطة المشرف على الحالة بوجود نزيف بالبطن والحوض وحاجته لتوفير عشرة أكياس دم نظرا لعدم توافر دم في المستشفى، إذ تبين أنه لا يوجد في المستشفى عيادة أوعية دموية وجراح أوعية دموية يمكنه التعامل مع الحالة جراحيا. وتضمنت الشكوى أيضا رفض الموظفة المناوبة ببنك الدم سحب دم لأكثر من ثمانية متبرعين بحجة الصيام، وبطء استجابة المستشفيات الحكومية الأخرى في جدة لطلب توفير دم عاجل لمريض يصارع الموت، وإبلاغه في الساعة الثالثة ظهرا من المشرف بعدم القدرة على السيطرة على نزيف الحوض، ثم إبلاغه بالوفاة بعدها بـ54 دقيقة.

في المقابل، أكدت "صحة جدة" تلقيها للشكوى بالإضافة  لتشكيلها لجنة مختصة من إدارة المتابعة الفنية للتحقيق بعد أخذ أقوال المدعي، والتحفظ على ملف المتوفى لحين استكمال التحقيقات وإحضار جميع من لهم علاقة بالقضية، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة المتبعة في مثل هذه الحالة، وأوضحت "الصحة" بالقول: "إذا ثبت أي تقصير أو إهمال في علاج المتوفى فستحال جميع أوراق القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية للبت فيها".