محلية

#الرشيد: فقدان الهيبة الإقليمية وليس الاقتصاد.. أزمة السعودية الوجودية في 2017

 

قالت المعارضة السعودية الدكتورة مضاوي الرشيد إن الانتقال بين الثراء والتقشّف في السعودية ليس أمرًا جديدًا، ولا يشكل أزمة وجودية، مضيفة أن هذه الديناميكية ستستمر في عام 2017، مع استمرار الركود الاقتصادي أو تجدّد الرخاء على خلفية تذبذب أسعار النفط، لكنّها لن تكون السمة الرئيسية خلال العام.

 

وفي مقال لها بموقع ميدل إيست آي البريطاني، أوضحت "الرشيد" أنه بالنسبة للمملكة السعودية، سيكون عام 2017 أزمة وجودية نتيجةً للفشل في تأمين هيمنتها عبر العالم العربي أو تحقيق انتصار في منافستها الطويلة مع إيران.

 

ولفتت "الرشيد" إلى أن القيادة السعودية تبدأ العام الجديد مع كتالوج من الفشل في المغامرات العسكرية عبر المنطقة. وهذا لا يبشّر بخير للمستقبل ويقوّض رغبتها في أن تكون هي المتحكم الوحيد في الشؤون السياسية للعالم العربي.

 

الفشل في سوريا

 

وقالت "الرشيد" فقد شهد عام 1967 سعي السعودية لانتهاز الفرصة والحصول على مكان القاهرة كمركز ثقل.

 

وأضافت: مسلحين بثروة البلاد الهائلة الجديدة، تعهّد قادة السعودية بحماية العرب والمسلمين، وأنفقوا بسخاء على شبكات الدعاية في مختلف أنحاء المنطقة على أمل أن تصبح المملكة زعيمًا بلا منازع.

 

وتابعت  "الرشيد": بعد 50 عامًا، في عام 2017، فإنّ الملك «سلمان» ومساعديه الاثنين، ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، وولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، سيكافحون من أجل إخفاء الفشل الذريع في سوريا، حيث أسفرت معركة حلب عن هزيمة المتمرّدين، الذين كان جزء كبير منهم مدعوم من السعودية والغرب.

 

مشيرة إلى أنه ستكون أنقاض حلب رمزًا للفشل السعودي في إسقاط «بشّار الأسد» والمزايا النسبية لتحالفه الأخير مع روسيا وإيران والميليشيات الشيعية، بحسب تعبيرها.

 

أحلك ساعة من الليل

 

وذكرت "الرشيد" أن سقوط «مبارك» في مصر و«بن علي» في تونس، وكلاهما حليف للغرب، تسبّب بالصدمة للسعوديين لأسبابٍ كثيرة، لكن أهمّها أنّ تلك الإزاحة أظهرت إحجام القوى الغربية عن التدخل وإنقاذ حلفائهم، وخاصةً بعد أن أثبت التدخل الغربي فشلا ذريعا في التجربة العراقية.

 

وبحسب "الرشيد" فأنه على الرغم من عدم وجود بدائل متاحة في الوقت الراهن، ستبدأ السعودية التشكيك في جدارة العلاقة المستمرة منذ 7 عقود مع الولايات المتّحدة. الإضافة إلى شعورهم بالإهانة في سوريا بعد سحب الولايات المتّحدة لدعمها غير المشروط، قد يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك مع وصول «ترامب» للبيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني. ومع انخفاض اعتماد الولايات المتّحدة على النفط السعودي، من المرجّح أن تشهد العلاقة جفاءً من قبل الولايات المتّحدة تحت حكم «ترامب».

 

وقالت "الرشيد" أنه نظرًا لنهج التوازن المالي لـ«ترامب» في السياسة الخارجية، من غير المرجّح أن يستمر في تدليل وحماية المملكة التي تعاني من العجز والديون. ومن وجهة نظر «ترامب»، فإن الدفع من أجل الحماية شرط للإيمان.

 

وأردفت: لكنّ المملكة السعودية بحاجة للحماية الأمريكية أكثر من أي وقتٍ مضى، وهي بحاجة كذلك للأسلحة لإزالة الإذلال الذي تعرّضت له في حلب.

 

فقدان النفوذ

 

وبينت "الرشيد" أن المملكة السعودية ستواجه تحدّيات في المنطقة أيضًا. فالحلفاء التقليديون مثل الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، يصبحون أكثر ندية وتحديًا واستقلالا، بالرغم من الدعم الهائل الذي دفعته السعودية.

 

مشيرة إلى أنه في الصراعين اليمني والسوري، خرجت القاهرة عن طوع الرياض، واهتمّت بمصلحتها الخاصة، في حين توقّع السعوديون تعاونًا كاملًا ودعمًا غير مشروط.

 

وتابعت "الرشيد" أنه بفقدانها هذه السلطة الإقليمية وإذلالها في سوريا، ينوي الملك «سلمان» التركيز على اليمن في عام 2017. ومع ذلك فإنها ستكون منطقة وعرة جدًا على  المملكة السعودية لتحقيق نجاح.

 

وقالت أن  18 شهرًا من الحرب لم تشهد إلّا قليلا من التقدّم وتسبّبت بانتقادات دولية، بما في ذلك من رعاة الحرب في واشنطن ولندن، بسبب الاستخدام المفرط وغير الملائم للأسلحة الفتّاكة.علاوة على ذلك، دون تحقيق انتصار وشيك في اليمن، ستقلق القيادة السعودية حول إسلامييها في الداخل الذين توقّعوا نصرًا حاسمًا وسريعًا ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

 

وأوضحت أن الحرب في اليمن تمثّل قومية عسكرية سعودية جديدة ألهمت خيال الإسلاميين، لكنّها قد أتت بنتائج عكسية على الملك «سلمان» وابنه «محمد».

 

موجة جديدة من الإرهاب؟

 

وقالت "الرشيد": إذا جمع إسلاميو الداخل إحباطهم من قياداتهم مع غضب المتشدّدين العائدين من سوريا والعراق، ستدخل المملكة في موجة جديدة من الإرهاب، مشابهة للتي بدأت عام 2003، بعد عودة متشدّدين سعوديين من أفغانستان، بحسب قولها.

 

وأضافت: قد تجد المملكة السعودية نفسها الهدف المباشر لمجموعة المتشدّدين الغاضبين، الذين لن يجدوا مكانًا آخر يذهبون إليه، إذا تمّ طرد داعش والجماعات الأخرى بنجاح من العراق وسوريا.

 

وأشارت إلى أن من دون وجود إستراتيجية خروج للمسلّحين المهزومين، قد يتسلّل العديد منهم إلى أوطانهم ثمّ يقومون بإعادة تنظيم الصفوف.. هؤلاء سيهيئون الوضع لإعادة التواصل وجمع المتشدّدين في الداخل، وسيلقون باللوم في سبب الهزيمة على ما يسمّونه العدو القريب، حكام السعودية.

 

واختتمت "الرشيد" بقولها: لا تعود تحدّيات المملكة السعودية وهي تدخل عام 2017 إلى تراجع عائدات النفط، ولكن إلى تراجع سمعتها الإقليمية. فلم تعد وسيطًا إقليميًا يحترم وقت السلم والحرب، ويتبقّى أن نرى كيف سيتصرّف السعوديون حيال هذه الخسارة للاحترام في الخارج، وإذا ما كان هذا سيقود إلى تحدّيات في الداخل.

أضيف بتاريخ :2017/01/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد