#العبندي في لقاء مع ’ #خبير’: #المملكة.. وأزمة البطالة إلى أين؟ (2)

رحمة عبدالله ..
يعود المبتعثون من الخارج تسبق أحلامهم وطموحاتهم تلك الشهادات العالية والعلامات المتفوقة في تخصصات مميزة فيما يحمل بعضهم تخصصات نادرة ومهمة في تطوير عجلة نمو الإقتصاد والخدمات المختلفة لوطنهم الذي طالما كانوا يحلمون بالعودة إليه ولكنهم غالبا ما يصدمون بواقع مغاير تماما لما رسموا وخططوا له.
وبمناسبة الحديث عن طموح الشباب في وظائف مناسبة لمؤهلاتهم وإمكانياتهم وبمناسبة أيضا للجهد الذي بذلوه في سنين الدراسة والمشقة والكثير منهم في الغربة إلا أنهم يواجهون تلك الإحصائيات ليست الورقية والشكلية فحسب وإنما الإحصائية الواقعية التي تنتظرهم على أرض الواقع وهنا تتضاعف مشكلة أزمة البطالة حينما تجتاح هذه النخب أيضا!..
-كيف يمكن للشباب من الجنسين إيجاد العمل المناسب، هل اللجوء للواسطة بات أمر ضروري؟
في ذلك يقول الإعلامي هاني العبندي خلال استكمال الحوار الصحافي مع "خبير": وحتى لا أكون شخصًا سوداويًا إن فرص العمل بالرغم من صعوبتها إلا أنني أجد من المهم التفكير الجاد في صناعة البدائل الوظيفية أما عبر التفكير في مشاريع إقتصادية صغيرة جديدة ودراسة جدواها ، وأما البحث عن فرص العمل خارج المنطقة التي يقطنها الباحث عن العمل وإن لزم الأمر حتى لو كان خارج البلاد أي بوضوح عدم الارتهان إلى الواقع الاقتصادي المحلي وبكل تأكيد ليس الجميع قادر على ذلك ولهذا يجب عدم الاستسلام واليأس وطرق كل الأبواب الممكنة لعلى الله يحدث بعد ذلك أمر .
-وحول ما كان البعض في السابق يتهم السعوديين بأنهم سببا في البطالة وأنه شعب كسول وغير مؤهل وغير مدرب للعديد من الوظائف الكبرى في وطنه؟ لكن في الآونة الأخيرة ظهرت البطالة وسط النخب المتعلمة في كبرى الجامعات العالمية وبتخصصات مميزة بل تخصصات نادرة ويعودون لبلدهم يصطدمون بالواقع؟ فأين الخلل؟
يقول "العبندي": نعم هذا صحيح ومما يزيد من حجم الإحباط لدى الشباب وشخصيًا سمعت ذلك وأعني حملة الشهادات العليا، هذا يؤكد عدم جهوزية الجهات المسؤولة في توظيف الشباب من حملة الشهادات العليا والخبرات، إضافة إلى أن بعض هؤلاء يحملون تخصصات يكاد أن تكون متوافقة مع بيئة الدولة ، يحضرني هنا صديق من حملة الشهادات العليا بدرجة دكتوراه تم رفضه بسبب التميز الطائفي ، آخر تم رفضه بسبب أن ما يحمل من شهادات هو أكثر من متطلبات الوظيفة ، وشاب من حملة البكالوريوس لم يتمكن بعد أكثر من عام على حصول على عمل بالرغم من تخصه في المجال الطبي مما جلعه يفتتح مشروعًا اقتصاديًا صغيرًا لكي يصرف على عائلته.
ورأى "العبندي" أن إهدار الطاقات والكفاءات العلمية والأكاديمية ، إضافة لعدم استيعاب الشباب من حملة الشهادة الثانوية هو مؤشر آخر على الفشل في إدارة الملف الاقتصادي .
-كيف تقرأ (المادة 77 )من نظام العمل وهل تجدها سبب إضافيا في زياد البطالة؟
أجاب "العبندي" قائلا: حدثت ردود أفعال حيال هذه المادة باعتبارها أنها تساهم في تغيب الأمان الوظيفي ولعلى هذا ما يفسر الفصل الجماعي الذي حصل في القطاع الخاص لبعض الشركات كما هو الحال في شركة عبداللطيف جميل، والبنك العربي مما يساهم في رفع مستوى البطالة .
مضيفاً: "لهذا طالب بعض الكتاب السعوديين في إعادة النظر في هذه المادة مما أوصلها إلى مجلس الشورى بالرغم من كونه مجلس صوري منزوع الصلاحيات".
-نائب وزير العمل، د. أحمد الحميدان في حديث له دافع عن (المادة 77) قائلا "لا يوجد نظام لا يمكن استغلاله بشكل سيئ" فماذا يعني ذلك هل لايوجد قانون فعلي يحمي من "الفصل الجماعي"؟
أوضح العبندي: في الواقع وبالعودة إلى تصريح د.الحميدان فهو مدعاة إلى التهكم ، وإلا كيف يُفسر لنا حالات الفصل التي حصلت والتي استفاد منها أصحاب العمل من المادة 77 ؟ ، متسائلا: ماذا عن غضب الشاب السعودي والذي عبر عنه بواسطة استخدام وسائل الاتصال الحديثة ومن خلال تسجيل مقاطع فيديو وبثها ؟! معتبراً أن دفاع نائب وزير العمل يحمل الكثير من الريبة لاسيما مع عدم معالجة أوضاع السعوديون المفصولين تعسفيًا.
-يرجع الكثير أيضا المشكلة إلى استقدام الأجانب بأنهم سببا في تعطيل توظيف المواطنين. فماذا تقول في ذلك؟
ذكر العبندي أن هذه من أكثر من المشاكل التي تُعرقل مسار توظيف الشاب السعودي من الجنسين وإن المستفيد من وراء ذلك اُسميهم اللوبيات متعددة الجنسيات والتي تسعى لاستقطاب أقاربها ورفاقها والتخلي عن السعودي .
-وفي ما يخص الإعلام السعودي حيث روج للكثير من الآمال على رؤية السعودية 2030م في خفض نسبة البطالة، وخلق فرص عمل جديدة، فهل ستحقق الرؤية ما يطمح له السعوديون في وطنهم؟
قال العبندي عنها: إنها رؤية حالمة غير واقعية وتفتقد إلى المعاير الاقتصادية العلمية ، إضافة إلى أنها ناقصة ، فلا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية مع عدم فصل السلطات الثلاثة ( السلطة التشريعية ، السلطة التنفيذية، السلطة القضائية ) والتي من خلالها يمكن تحقيق الكثير من الانجازات الاقتصادية ومن دونها لن يحدث أي إصلاح اقتصادي .
-وعن الطريق الأنجح لحل هذه الأزمة؟ خاصة مع وجود القدرات الهائلة البشرية والإقتصادية؟
أكد "العبندي" أنه في بلد تغيب فيه الحرية ويزج بأصحاب الرأي الآخر إلى السجون أو التهديد والابتزاز من غير الممكن أن توظف هذه القدرات البشرية والإقتصادية بالشكل الصحيح ، بل سوف يكون دورها أم معطل أو مشوه.
وعند سؤاله عن إن كان يوجد لديه إضافات أخرى تثري الموضوع؟
وجه الصحافي السعودي العبندي شكره لـ "خبير" على هذا اللقاء متمنيًا أن يكون قد ساهمت في تسليط الضوء على بعض القضايا ذات الصلة بشأن الإقتصادي.
مذكرًا بأن من أوجه الفساد الإقتصادي هو التوظيف المال سياسيًا وذلك عبر شراء المواقف السياسية الدولية والإقليمية، إضافة إلى شراء الذمم من صحافيين وكتاب محلين، وإقليميين، وحتى دوليين.
وتبقى البطالة الهاجس الذي يورق الشباب من الجنسين خاصة ظل وجود أزمات أخرى كأزمة السكن وارتفاع الأسعار وغياب الحلول الجدية والفاعلة في الحد منها!.
أضيف بتاريخ :2017/03/29