#تقرير_خاص: الرياضة كأداة للترويج: السعودية ونيوكاسل يونايتد

عبدالله القصاب
في السنوات الأخيرة، أصبحت الرياضة وسيلة فعالة للترويج للبلدان وتعزيز صورتها العالمية. وفي هذا السياق، تبرز المملكة العربية السعودية كمثال بارز على استخدام هذه الاستراتيجية من خلال استضافتها لمؤثري مواقع التواصل الاجتماعي في نادي نيوكاسل يونايتد. إن هذه الخطوة ليست مجرد دعوة للزيارة، بل تعكس توجهًا أعمق نحو "غسيل السمعة" الذي تسعى إليه الرياض.
تسعى السعودية من خلال هذه المبادرات إلى تحسين صورتها الدولية، خاصة بعد الانتقادات التي واجهتها في مجالات حقوق الإنسان والحريات. فاستغلال الرياضة كوسيلة للترويج يمكن أن يكون له تأثير كبير على الرأي العام العالمي، حيث يتمكن المؤثرون من الوصول إلى جمهور واسع عبر منصاتهم.
من خلال تكفل المملكة بتكاليف رحلات هؤلاء المؤثرين، فإنها تضمن لهم تجربة إيجابية تُعزز من انطباعاتهم عن البلاد. وقد أقر عدد من اليوتيوبرز مثل "ثوغدن" و"آدم بيرسون" بأنهم تلقوا دعوات لتصوير مقاطع فيديو تروج لاستضافة السعودية لفعاليات رياضية وثقافية. وهذا يعكس كيف يمكن للرياضة أن تكون جسرًا للتواصل بين الثقافات.
ومع ذلك، يجب أن نتساءل: هل هذه الجهود تعكس تغييرًا حقيقيًا في السياسات الداخلية للسعودية؟ أم أنها مجرد محاولة لتلميع الصورة دون معالجة القضايا الجوهرية؟ إن التركيز على الفعاليات الرياضية قد يغطي بعض الحقائق المقلقة حول حقوق الإنسان والحرية الشخصية.
إن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن تجاهله؛ فالمؤثرون يمتلكون القدرة على تشكيل آراء جماهيرهم بشكل كبير. لذا فإن استغلالهم في الترويج للسعودية قد يؤدي إلى تغيير بعض الانطباعات السلبية، لكنه لا ينبغي أن يكون بديلاً عن الحوار الجاد حول القضايا المهمة.
في النهاية، يجب أن نكون واعين لهذه الديناميكيات وأن نبحث عن التوازن بين الاستمتاع بالرياضة وفهم السياقات السياسية والاجتماعية التي تحيط بها. إن استخدام الرياضة كأداة للترويج ليس بالأمر الجديد، لكن ما يميز الحالة السعودية هو حجم الاستثمارات والجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف.
ختامًا، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستنجح السعودية في تحقيق أهدافها من خلال هذه الاستراتيجيات؟ أم ستظل الصورة النمطية قائمة رغم كل المحاولات؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا التساؤل.
أضيف بتاريخ :2025/04/04