#تقرير_خاص: مؤشرات على حضور الولايات المتحدة عسكرياً في التصعيد الإسرائيلي- الإيراني

علي الزنادي
تشهد المنطقة العربية والشرق الأوسط تصعيداً غير مسبوق في التوترات بين إسرائيل وإيران، مع مؤشرات واضحة على تدخل عسكري أمريكي في هذا الصراع المحتدم. تتداخل الأدوار وتتعدد الأطراف، مما يثير تساؤلات حول نوايا واشنطن ومدى تأثيرها على استقرار المنطقة.
وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية وإيرانية، فإن هناك مؤشرات قوية على وجود حضور عسكري أمريكي مباشر أو غير مباشر في التصعيد الجاري. من بين هذه المؤشرات، إقلاع 28 طائرة تزويد بالوقود من نوع كي سي-135 وكي سي-46 من قواعد أمريكية عبر المحيط الأطلسي، وهو ما يثير تكهنات حول استخدامها في دعم العمليات الإسرائيلية أو الأمريكية ضد إيران.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت وكالات إيرانية بأن الدفاع الجوي الإيراني تمكن من اعتراض طائرة مسيرة من نوع MQ9، وهي طائرة أمريكية الصنع، في منطقة دهلران. هذا الحدث يعكس تصاعد التوترات الميدانية ويؤكد أن الولايات المتحدة ليست بعيدة عن ساحة المواجهة المباشرة أو غير المباشرة.
وفي سياق متصل، تشير تقارير إلى أن الطائرات الأمريكية التي أقلعت مؤخراً قد تكون جزءاً من خطة أوسع لدعم إسرائيل في مواجهة إيران، خاصة مع تزايد الهجمات المتبادلة بين الطرفين وتطور قدرات إيران الصاروخية والدفاعية. فهل يمكن أن يكون هذا الحشد العسكري الأمريكي مقدمة لعملية أوسع؟
المراقبون يربطون بين هذه التحركات وتصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يؤكدون عدم مسؤوليتهم المباشرة عن استهداف إيران، رغم أن الأدلة الميدانية تشير إلى دعم لوجستي واستخباراتي واضح لإسرائيل. فإدارة ترمب كانت قد أبلغت إسرائيل بعدم المشاركة بشكل مباشر في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، لكن الدعم غير المباشر يبدو واضحاً للعيان.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات على الأرض، تتحدث تقارير إعلامية عن اجتماع فريق السياسة الخارجية في البيت الأبيض لمناقشة الهجوم الإسرائيلي المحتمل ضد إيران قبل وقوعه. وهو ما يعكس مدى تورط واشنطن واستعدادها للتدخل بشكل غير معلن لدعم حلفائها الإقليميين.
أما على المستوى السياسي والدبلوماسي، فإن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تشير إلى رغبة في التوسط والتوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل وإيران، وهو موقف يثير التساؤل حول مدى جدية واشنطن في خفض التصعيد أم أنها تستخدم لغة دبلوماسية لتهدئة الأوضاع مؤقتاً فقط؟
من جهة أخرى، يرى خبراء عسكريون أن التصعيد الحالي يحمل مخاطر كبيرة على استقرار المنطقة برمتها؛ إذ إن أي خطأ أو سوء تقدير قد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة النطاق لا يمكن السيطرة عليها بسهولة. العقيد المتقاعد دوغلاس ماكجريجور حذر من أن الشرق الأوسط يقف على شفا الهاوية وأن الحلول العسكرية ليست إلا مهدئات مؤقتة لمشاكل عميقة الجذور.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يتساءل الكثيرون عن دور المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي الذي يُطالب بعض الخبراء بعقد جلسة عاجلة لوقف التصعيد ووقف إطلاق النار فورا لمنع تفاقم الأزمة أكثر مما هي عليه الآن.
أضيف بتاريخ :2025/06/18