#تقرير_خاص: السعودية والأردن: حلفاء غير معلنين في حماية إسرائيل من تهديدات اليمن

عبدالله القصاب
في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية، تظهر أنماط جديدة من التعاون غير المعلن بين بعض الدول العربية وإسرائيل، خاصة في مواجهة التهديدات الصاروخية القادمة من اليمن. كشفت تقارير إعلامية عن مشاركة السعودية والأردن في عمليات اعتراض الصواريخ التي تتجه نحو الكيان الإسرائيلي، وهو أمر يثير العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقات والتحالفات الإقليمية الجديدة.
وفقًا لموقع إسرائيلي يُدعى JFeed، فإن السعودية والأردن تلعبان دورًا مهمًا في حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية القادمة من اليمن. إذ يتم اعتراض تلك الصواريخ قبل وصولها إلى الأراضي المحتلة، حيث تمر عبر الأجواء السعودية والأردنية، ويتم رصدها والإبلاغ عنها بشكل دقيق. هذا التعاون غير المعلن يعكس مدى تعقيد المشهد الإقليمي وتداخل المصالح بين الدول العربية وإسرائيل.
هذه المعلومات تثير تساؤلات حول مدى عمق التنسيق بين هذه الدول، خاصة أن العلاقات الرسمية بين بعض منها وإسرائيل لا تزال غير معلنة بشكل كامل. إلا أن الواقع يشير إلى وجود تفاهمات سرية تهدف إلى حماية مصالح مشتركة، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الأمنية من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في اليمن.
من جهة أخرى، يعكس هذا التعاون نوعًا من التحول في السياسات الإقليمية، حيث تتغير موازين القوى وتتداخل المصالح بشكل لم يكن متوقعًا قبل سنوات قليلة. فالسعودية والأردن اللتان لطالما حافظتا على موقف حيادي أو داعم للفلسطينيين بشكل رسمي، قد تجدان نفسيهما أمام ضرورة التعامل مع واقع جديد يفرض عليهما حماية أمنهما الوطني عبر التعاون مع إسرائيل.
وفي سياق أوسع، يمكن القول إن هذا التطور يعكس تراجع الحواجز التقليدية التي كانت تفصل بين الدول العربية وإسرائيل، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة. فالصواريخ القادمة من اليمن تمثل تحديًا إقليميًا يتطلب تعاونًا فعالاً لمنع وقوع كارثة أكبر.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل ستتطور هذه العلاقات السرية إلى تفاهمات علنية أكثر وضوحًا؟ أم أن الأمر سيظل محدودًا ضمن إطار العمليات الأمنية والتنسيقات السرية؟ الإجابة تعتمد على تطورات المشهد السياسي والضغوط الدولية والإقليمية التي قد تؤثر على مواقف الأطراف المعنية.
أضيف بتاريخ :2025/07/07