التقارير

#تقرير_خاص: فعالية Joy Forum 2025.. ترفيه أم غطاء لواقع قمعي؟

علي الزنادي

شهدت الرياض أول أمس انطلاقة فعاليات Joy Forum 2025، بمشاركة نجوم عالمية من مجالات الرياضة والترفيه، في حفل يعد استعراضاً ضخماً يهدف إلى ترسيخ مكانة السعودية كمركز عالمي لصناعة الترفيه. هذا الحدث، الذي حضره شخصيات مرموقة مثل دانا وايت وشاكيل أونيل ونوفاك دجوكوفيتش، يعكس بشكل واضح التحول الثقافي والاقتصادي الذي تسعى المملكة لتحقيقه في إطار رؤية 2030.

لكن، خلف حجم هذا الحدث البعيد عن نمط الترفيه الاعتيادي، تبرز تساؤلات حقوقية وشكوكا حول دوافع النظام السعودي الحقيقي. فهناك اتهامات بكون هذه الفعاليات تستخدم كوسيلة لتبييض السجل الحقوقي السيئ للمملكة، من خلال صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد المستمر للمعارضين والنشطاء.

الملفت أن الأحداث الكبرى والتغطية الإعلامية المكثفة عنها تتوازى مع تصعيد ممارسات القمع، مثل استمرار عمليات الإعدام، وغياب الحريات الأساسية، ومنع الأصوات المعارضة من التعبير. هناك حالات موثقة من الضغط على الأشخاص الذين يعبرون عن انتقادات عبر وسائل التواصل أو يعارضون سياسات السلطة، حيث تُرتكب ملاحقات أمنية واحتجازات تعسفية.

وتتجه المملكة يوماً بعد يوم نحو استخدام الثقافة والرياضة كوسائل ناعمة تستهدف تحسين صورتها دولياً، متجاهلة الالتزامات بالإصلاح السياسي والقانوني الحقيقي. فبدلاً من بناء مؤسسات حرة ومستقلة، تعتمد على استعراضات ضخمة لإظهار سطح من التقدم، مع إخفاء عيوب النظام القمعي في الأعماق.

ورغم مشاركة شخصيات عالمية مرموقة في هذا المنتدى، إلا أنه يغيب عن جلساته أي نقاش حول حريات التعبير، واستقلال القضاء، أو محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. هذا الغياب يعكس مدى انحياز الفعالية لمظاهر الترفيه على حساب تجسيد التغييرات الجذرية التي تطالب بها المجتمعات الحقوقية.

ومن المهم أن نفهم أن هذه الفعالية ليست مجرد حدث ترفيهي، بل قرار استراتيجي من النظام باستخدام أدوات الثقافة والترفيه للمس بالحضور، على أمل استدامة صورة إيجابية على الساحة الدولية. لكن، هل يمكن لهذه الاستراتيجية أن تحقق فعلاً التغيير المبني على احترام الحقوق والحرية؟

إن تجاهل النقاشات الجادة حول قضايا حقوق الإنسان داخل المملكة يعزز الشكوك حول دوافع هذه الفعاليات. فهي، إنما، تشكل غطاءً لواقع قمعي، بدل أن تكون خطوة نحو الإصلاح والتغيير الحقيقي، وهو الأمر الذي يتطلب أكثر من استعراضات وفعاليات إعلامية فخمة.

وفي النهاية، تظل الأعين مترقبة، والانتقادات تتزايد، حول مدى صدقية مساعي السعودية لتحسين صورتها عبر هذه المبادرات، أم أن الأمر مجرد استعراض خارجي يخفي خلفه العديد من التحديات الداخلية والصراعات غير المرئية.

إن المستقبل سيحمل بالضرورة جواباً حول ما إذا كانت هذه الفعاليات ستصبح منصة لبدء عملية حقيقية للنهوض بحريات المجتمع، أم ستظل مجرد أدوات دعائية تهدف فقط إلى تلطيف الصورة الدولية للمملكة، فيما ينفذ القمع في الداخل بلا هوادة.

أضيف بتاريخ :2025/10/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد