التقارير

#تقرير_خاص: بين الفخامة والإهمال.. هل ينجح نظام السعودية في تلطيف صورته؟  

علي الزنادي

بينما تعلن الهيئة العامة للترفيه عن إطلاق موسم الرياض 2025 بمشاريع ضخمة مثل منطقة “بيست لاند” التي تتعاون مع صانع المحتوى الشهير MrBeast، تبرز أسئلة مشروعة حول أولويات النظام السعودي في ظل الأزمة الداخلية المستمرة. تتميز “بيست لاند” بتجربة ترفيهية ساحرة على مساحة واسعة، تضم ألعابًا عملاقة وتحديات مثيرة، ويُنظر إليها على أنها محاولة لإضفاء لمسة من الحداثة والتقدم على صورة المملكة.  

لكن، هل يُعقل أن تنفق المملكة المليارات على مشاريع الترفيه الضخمة، بينما يعاني المواطنون من ارتفاع تكلفة المعيشة، تقييد الحريات وقلة الخدمات الأساسية؟ فالهياكل التي تبنيها المملكة من حدائق وترفيه، لا توازيها إصلاحات حقيقية في مجالات التعليم والصحة وحقوق الإنسان. فلا تزال الحقوق تشهد انتهاكات، والإصلاحات الجوهرية تتراجع أمام مشاريع التجميل الإعلامي.  

ويبدو أن النظام السعودي يستخدم الترفيه كأداة دعائية أكثر منه كوسيلة لتحسين حياة المواطنين. فهي استثمارات تسعى لتجميل الصورة أمام المجتمع الدولي، من خلال استعراض مشاريع ترفيهية ضخمة وشهيرة، في حين أن واقع المعاناة الداخلية يبقى أكثر قتامة واقترابًا من التجاهل.  

وفي ذات الوقت، تُستخدم هذه المشاريع كمحاولة لتشتيت الأنظار عن الانتقادات الحقوقية المتكررة، وعمليات الاعتقال، والسياسات المقيدة للحريات التي لا تزال سارية. إذ يبدو أن إسعاد الجمهور بشكل ظاهري عبر فعاليات ضخمة يُسهم في ترويض الوعي الجمعي، بينما تتواصل الانتهاكات بشكل غير علني.  

لقد بات واضحًا أن المملكة تستثمر بشكل كبير في الترفيه، لكن كيف يمكن لهذا أن يبرر تجاهل الاحتياجات الأساسية للمواطنين؟ الحرب على الفساد والإصلاحات السياسية والاجتماعية كانت شعارات طوال السنوات الماضية، إلا أن الواقع يكشف استمرار التحديات وعدم تحقق التغييرات الجوهرية.  
  
وفي النهاية، يظل السؤال حاضراً: هل ستعكس مشاريع الترفيه تلك تغييرًا حقيقياً يعكس تحسنًا في حياة الناس، أم أنها مجرد أدوات لتحسين الصورة على حساب معاناة المواطنين وحقوقهم؟ الأمل يُحدده مدى التوازن بين الاستثمار في الترفيه والتطوير الحقيقي للمجتمع، وهو ما يبدو غامضًا حتى الآن.  

فالاستثمار في الترفيه، إن كان هدفه المساعدة على التنمية وتقوية الاقتصاد، فهو يبقى مفيدًا، لكن بشرط ألا يكون على حساب دعم وتحسين حياة الناس الحيوية. فالمملكة، التي تسعى لجذب السائحين والمستثمرين، بحاجة أيضًا إلى إصلاحات جذرية تلبي احتياجات شعبها، وتؤسس لواقع أكثر عدالة وشفافية.  

وفي النهاية، تبقى فورة الترفيه وسيلة، وليست غاية. فهل ستنجح السعودية في توظيفها بشكل يوازن بين الجمال الخارجي والتنمية الداخلية، أم ستظل حبيسة صراعاتها بين الترفيه والسيادة الحقيقية؟ الزمن كفيل بكشف ذلك، والأمل معقود على أن تضع الإصلاحات مستقبلها لا أن يبقى مجرد شعار.

أضيف بتاريخ :2025/11/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

فيسبوك

تويتر

استبيان