وزارة البشوت

هاني الفردان
نعاني في مؤسسات الدولة من وزارات وجهات، لا تتفشي فيها ظاهرة لبس البشت لدى الوزير أو الوكيل، بل تخطى ذلك حتى وصل للمدير ومن دونه.
سيعتقد البعض أن الأمر فيه مبالغة، إلا أن الواقع يفضح ذلك، ويكشف لنا مدى ضحالة تفكير "بعض" المسئولين الكبار قبل الصغار في التعامل مع فلسفة لبس البشت.
لو كان القرار بيدي لأنشأت كما طالب نائب كويتي بإنشاء ديوان أو وزارة للعاشقين من المسئولين للبس البشوت، وإجلاسهم مع بعض، فجل تفكيرهم ينصب على البشت، نوعه، طريقة لبسه، ومن يحمله لهم من خلفه.
نعم، نحن بحاجة لهذا النوع من الجهات أو الوزارات لتخليص بقية الجهات والمؤسسات من عقلية "البشت"، وتعيين الأكفاء المنتجين المقدرين لأهمية اللحظة والموقف اللذين وضعا فيه من أجل الإنجاز والتقدم.
لو كان القرار بيدي لمنعت دخول البشت لأي جهة رسمية، ولحظرت على المسئولين بما فيهم الوزراء لبس البشت، إلا في حالات معينة محصورة واضحة في اللقاءات الرسمية العليا، وليس في أي مكان حتى لو كان ذلك مواطناً بسيطاً. في إحدى المرات عندما كنت في وزارة من الوزارات الخدمية، وأقوم بممارسة عملي الصحافي مع أحد المدراء، لم يكن تركيزه كثيراً على ماذا سيقول لي وللناس من معلومة مفيدة، بقدر اهتمامه بالصورة التي ستنشر له، وهل سأضع صورته بالبشت بدلاً من الصورة الصحافية للقاء!
مثل تلك العقليات، لن تكون منتجة، ولن تكون أداة تقدم ولا تطوير، بل جل تفكيره محصور في صورته ومظهره، وما شابه ذلك.
أمثال هؤلاء يفضّل أن يجمعوا في مكان واحد، بعيداً عن معاملات الناس والخدمات التي تقدم لهم، بل يجب أن يوضعوا في مناطق لاستعراض بشوتهم الجميلة، وأن يترك مجال خدمة الناس لمن يجيدونها ويطورونها، فأنسب مكان لهم هي وزارة البشوت.
أضيف بتاريخ :2017/08/23