آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد أحمد الحساني
عن الكاتب :
كاتب صحفي في جريدة عكاظ

إلى متى تظل هذه المشكلة قائمة؟


محمد أحمد الحساني ..

تواجه الجامعات في بلادنا منذ أن كانت أقل من عشر جامعات حتى وصل عددها إلى ثلاثين جامعة ما عدا الكليات والجامعات الأهلية، ضغطا اجتماعيا لقبول آلاف الخريجين من الثانوية العامة من الجنسين في كليات وأقسام بعضها غير تقنية، بل إن بعضها نظرية بحتة، فإذا تخرجت تلك الجحافل حاملة شهاداتها أخذ معظمها يدور بحثا عن عمل فلا يجده لا في القطاع الحكومي ولا في القطاع الخاص، حيث يقال للخريجين (ارجعوا وراءكم حيث إن سوق العمل يحتاج إلى تخصصات مهنية وتقنية لا تتوفر فيكم لأنكم غير مؤهلين لدخول هذا السوق)، فيظل الواحد منهم سنوات باحثا عن كل عمل بعد أن قضى زهرة شبابه بحثا عن شهادة جامعية لا تغني ولا تسمن من جوع.
وعندما يتم استعراض هذه المشكلة وهو ما حصل عبر عدة عقود نسمع عن حلول يتم من خلالها إعداد الشباب لسوق العمل وجعلهم ينافسون الوافدين في جميع المجالات، ولكن شيئا من ذلك لم يحصل حتى تاريخه.. بل إن دورة القبول في الجامعات التي تكتظ بالمقبولين وتخرج الملايين خلال سنوات قليلة لا زالت قائمة لأنه لا يوجد أمام الشاب الذي يدخل مدارس التعليم العام ويتخرج منها بشهادة الثانوية مجالا آخر سوى الجامعات. ولو نظرنا إلى الدول التي نالت مستويات واسعة من الحضارة والغنى لوجدنا أن خطط التنمية في تلك الدول تركز على فتح مجالات واسعة للشباب تجعلهم في غنى عن التوجه قسرا إلى الجامعات، حيث تُوجه خطط التنمية الشباب منذ يفاعتهم إلى تخصصات يحتاجها سوق العمل لديهم وتستقبلهم معاهد مهنية راقية تخرج مهنيا تتنافس عليه المؤسسات والشركات، أما ما يسمى بالمعاهد المهنية لدينا فإن وضعها المهني والتدريبي مُخجل يجعل إغلاقها بالضبة والمفتاح خيرا للوطن من بقائها والصرف عليها صرفا في غير محله، وحتى الكليات التقنية هي الأخرى فإنها لم تقنع ببرامجها وخريجيها أحدا ولم يؤثر وجودها إيجابيا على سوق العمل، والصرف عليها هي الأخرى في غير محله.

لقد كانت خطط التنمية في الدول المتحضرة تقضي بعمل تصفية طلاب التعليم العام ليوجهوا حسب مواهبهم وقدراتهم وما يظهر لديهم من اتجاهات ورغبات إلى مؤسسات تقنية ذات مستوى عال من التأهيل والتدريب، توفر لسوق العمل الأيدي العاملة المؤهلة بقوة للمنافسة، فلا يتجه إلى الجامعات في النهاية سوى أقل من ٣٠%‏ من إجمالي طلاب التعليم العام، أما الباقون فإن المؤسسات التقنية ذات الجودة العالية والمستقبل الوظيفي الزاهر سوف تمتصهم وتهيئهم ليدخلوا سوق العمل مسلحين بالمهنة والتقنية والتدريب، فمتى نرى هذا الأمل متحققا على أرض الواقع؟!

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/08/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد