آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي آل غراش
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي

الحرب على #اليمن الحل أو نار الفتنة الكبرى

 

#علي_ال_غراش ..

مضى أكثر من 600 يوم على بداية الحرب العبثية على #اليمن، ولغاية اليوم لم يحقق تحالف #الرياض الذي شن الحرب بذريعة عودة شرعية حكومة عبد ربه منصور هادي ، وسحب السلاح من أنصار الله وغيرها، ولكن التحالف السعودي (عربي – إسلامي حسب الحاجة والمصلحة) حاليا يبحث عن مخرج وقد وافق على إيقاف الحرب في اليمن كما صرحت #سلطنة_عمان بعد محادثات بين وزير الخارجية الأمريكي و وزير خارجية سلطنة #عمان، ويأتي ذلك بعد فشل كل الأهداف التي وضعتها الرياض عند شن الحرب حيث إن هادي لم يعد إلى صنعاء ولم تستطع تجريد أنصار الله من السلاح، بل قد استطاعوا (أنصار الله) مع حلفائهم دخول الأراضي #السعودية الجنوبية وإطلاق العديد من الصواريخ على مدن سعودية وصلت إلى قاعدة مطار #جدة التي تبعد نحو 65 كلم غرب مدينة مكة المكرمة على البحر الأحمر.

 

هناك أمور مقلقة ومخيفة جدا حول تطورات الحرب العبثية على اليمن، ستكون لها تداعيات خطيرة في صب المزيد من الزيت على نار الفتن والحروب الطائفية في المنطقة، وسيشعل المزيد من الساحات والدول العربية والإسلامية، عبر استخدام السلاح الديني والمذهبي الطائفي البغيض في الحرب من قبل تحالف الرياض، وجعل الحرب حربا دينية مذهبية، والزج بالمؤسسات والمنظمات الدينية الإسلامية في هذه الحرب الخطيرة جدا على العالم العربي والإسلامي وشعوب المنطقة والعالم.

 

ومنها تأتي دعوة #منظمة_التعاون_الإسلامي لعقد اجتماع وزاري طارئ في جدة يوم الخميس 17 نوفمبر لدعم موقف الرياض (وروايتها حول إطلاق ميليشيا أنصار الله – وحزب المؤتمر الشعبي صاروخا باليستيا باتجاه #مكة_المكرمة ) وهذه الرواية التي لم تستطع الرياض إثباتها بأي دليل حول سقوط صاروخ على مكة أو استهدافها، والصور التي سربت هي عن سقوط صاروخ في قاعدة جوية في جدة الساحلية غرب مكة المكرمة، ووصوله إلى جدة فضيحة تدل على الفشل في إسقاطه رغم تحليقه في أجواء المملكة لمئات الكيلومترات منذ انطلاقه من داخل الأراضي اليمنية بشكل مستقيم محاذي لساحل البحر الأحمر إلى القاعدة في مطار جدة، وهذا ما أكدته الأقمار الصناعية، وكذلك مصادر بريطانية أشارت إلى أنه استهدف مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة، وكذلك أكده الجيش اليمني في صنعاء وجماعة "أنصار الله - وحزب المؤتمر" أنه لم ولن يستهدف مكة المكرمة.

 

من المؤسف استجابة منظمة إسلامية دولية – التعاون الإسلامي - لتكون منبرا للتحريض ونشر الفتن بين المسلمين، ودعم طرف ملطخة يديه بدماء الأبرياء باعترافه بارتكابه مجزرة القاعة الكبرى للعزاء في صنعاء، بل دورها كان من المفترض أن يكون مع الحكمة ووقف الحرب العبثية التي تقتل المسلمين وتدمر بلاد المسلمين، ومنع الطائرات الحربية التي تقلع من مطارات حربية في مدن قريبة من مكة كالطائف وجدة التي تقتل آلاف المسلمين، ودم المسلم أعظم حرمة عند الله من مكة والكعبة، فمؤسف جدا من يسكت عن قتل الأبرياء المسلمين. لماذا لا يتحرك العالم الإسلامي ومنظماته كمنظمة التعاون الإسلامي لمنع سفك دم المسلم الأغلى والأكرم عند الله؟.

 

المحبة الحقيقية لمكة المكرمة وحب السلام، تكمن عبر رفض آلات التدمير والقتل للمسلمين وغيرهم في كل مكان كمجزرة قاعة العزاء الكبرى التي كشفت التحالف الذي اعترف بها بعد محاولات التنصل والتهرب، كما أنها فضحت من لا يكترث لمقتل الآلاف من المسلمين في اليمن كالمنظمات والمؤسسات الإسلامية التي صمتت عن هذه الجريمة البشعة المروعة.

 

وقد أشارت إحصائية عن المركز القانوني للحقوق والتنمية، إلى أن جرائم الحرب العبثية في اليمن بعد نحو 600 يوم جاء فيها: عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا: 30746 ، القتلى 11403 – الجرحى 19343 ، وعدد المساجد التي دمرت 675 ، والمدارس 719 ، والمستشفيات والمرافق الصحية 263 ، 380366 منزل تضرر ودمر، بالإضافة إلى العديد من الأرقام المرعبة والمفجعة حول تدمير البنية التحتية!!. وللأسف المنظمات الإنسانية والإسلامية منها (التعاون الإسلامي) لم تتحرك للدفاع عن الأرواح ولا عن تدمير مئات المساجد والمدارس والمستشفيات!!.

 

أين هؤلاء من قتل الأبرياء والاستبداد والفساد والقتل والتدمير، وإذا كان هؤلاء يتكلمون باسم الدين، فالله سيحاسب كل شخص يروج الكذب والفتن، ويتغاضى عن قتل أرواح بريئة موثقة؟.

 

البيت الحرام في مكة المكرمة مقدس من قبل كافة المسلمين، والتجييش وتسريب إخبار غير صحيحة والدعوة لعقد مؤتمرات حول إطلاق صاروخ باتجاه مكة، هو استغلال للدين في حرب عبثية ومحاولة لتغطية الجرائم الإنسانية والتدمير والفاشلة في تحقيق أي هدف من الحرب؛ والدين بريء من هذه الروايات والحروب.

 

كما أن مكة المكرمة عظيمة وغالية على كل مسلم من أي مذهب ومن أي دولة وعرق، ودم المسلم أعظم حرمة عند الله من مكة و #الكعبة، ولا يوجد أي مسلم يفكر أن يرتكب هذه الجريمة والحماقة باستهداف مكة المكرمة، بل الترويج لذلك هو الجريمة لإشعال فتنة عظيمة بين المسلمين. ومؤلم جدا وجود من يصدق كذبة استهداف مكة ويندد بها كمنظمات وشخصيات وأفراد!.

 

الترويج لأخبار وروايات غير صادقة بلا دليل تخالف الحقائق حول استهداف مكة المكرمة هو عمل شيطاني لإثارة الفتن والنعرات الطائفية بين الشعوب العربية في هذه المرحلة الخطيرة جدا.

 

من باب الحرص وحماية مكة المكرمة والكعبة المشرفة، كان ينبغي على المنظمات الإسلامية والشخصيات الدينية أن لا يتم الزج بمكة المكرمة في الحروب وإثارة الفتن، وأن لا تستغل من قبل يشرف عليها لتحقيق مآرب خاصة باسم الدين، وأن يتم تحييد مكة والمدن المقدسة من الحروب وعدم استخدمها كدروع له ولنظامه أو الترويج بأن كل مساحة البلاد التي يحكمها هي أرض مقدسة ك مكة المكرمة وتمثل دين الإسلام؛ وأن من يطلق رصاصة أو صاروخ كرد على رصاص أو صواريخ أطلقت من هذه البلاد هو عدوان وحرب واعتداء على الأرض المقدسة مكة المكرمة!!.

 

الاعتداء على أي بلاد كالمملكة أو اليمن أو على مدينة مثل: جدة ، #جيزان أو #صنعاء ، #صعدة مرفوض ينبغي التنديد به وليس فقط على أرض مكة المكرمة العظيمة على كل مسلم، إذ إن كل أرض غالية وأرواح الناس عزيزة في كل مكان.

 

الدين جاء لسعادة الناس لا لاستغلاله في شن الحروب وارتكاب المجازر ضد البشر والأخوة العرب، بل العروبة والإنسانية بريئة من تلك الأعمال، بل هي تشويه للدين. أي دين ومصالح لشعوب المنطقة من حرب عبثية وارتكاب جرائم وحشية قتل وتدمير وحصار وتجويع، من يفعل ذلك فهو بلا ضمير ولا إنسانية ولا دين، وأن ما يحدث في اليمن بالمال والحصار العربي الإسلامي هو عار.

 

المجتمع الدولي ومؤسساته والمنظمات العربية والإسلامية ومنها التعاون الإسلامي شركاء بما يقع في اليمن من مجازر ومجاعة لأنها قبلت بالسكوت مقابل المال والمصالح السياسية.

 

الشعوب الحرة مع الحياة ضد القتل والحرب العبثية على اليمن – وفي كل مكان -، ولا تميز بين الضحايا فالأرواح غالية، وقد حان الوقت للتحرك المنظمات ومنها التعاون الإسلامي لإيقاف الحرب العبثية على اليمن فهي قتل وتدمير وخسارة للجميع،ومنع استغلال الدين فيها كي لا تشتعل نار حرب الفتنة الكبرى..، فيكفي خداع للشعوب.

 

الحوار والتفاهم القائم على الاحترام بعيدا عن العنف والحروب هو أفضل طريق لحل الأزمات والخلافات في الوطن العربي، والقضية اليمنية تتعلق باليمنيين حلها باحترام إرادة الشعب اليمني فهو من يحدد مصيره.

أضيف بتاريخ :2016/11/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد