آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي آل غراش
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي

لماذا #الشباب_السعودي يرغب في الموت «الانتحار»؟

 

علي آل غراش ..

ما أسباب ظاهرة رغبة بعض الشباب السعودي للموت والانتحار (العمليات الانتحارية قتل الآخرين) ووجود القابلية لديه، من المسؤول عن تلك الظاهرة والتشجيع عليها؟. ما يزال مسلسل نزيف دم بعض السعوديين في الحروب واستغلالهم في العمليات الانتحارية والحروب مستمرا، فهم يشكلون الفئة الأكبر في المشاركة في العمليات والحروب ذات الدافع الفكر التكفيري، بالإضافة للاختطاف والاعتداء، وقيامهم بالأعمال الجنونية التي تؤدي إلى الموت مستمرة وواضحة للعيان إلى اليوم كحوادث التفحيط المروعة والشنيعة والبشعة، والتزلج على الأسفلت بواسطة سيارات مسرعة وغيرها!.

الانتحار أمر محرم في الدين الإسلامي كبقية الأديان، والمجتمع السعودي مجتمع مسلم، بل أنه يدعي بأنه أكثر الناس تمسكا بالدين، كما يوجد في أرضه أقدس البقع الدينية الإسلامية مكة المكرمة والمدينة المنورة، والدولة تدعي الحكم حسب قوانين الشريعة، والتعليم يعتمد على المناهج الدينية، ولدى السعودية أموالا طائلة بفضل ما تملكه من أهم طاقة في العالم النفط، ومساحتها واسعة جدا والسكان قليل بالنسبة للمساحة الشاسعة.

إذن لماذا تنتشر حالات الرغبة للموت والانتحار لتتحول إلى ظاهرة رغم حالة التدين والأموال الطائلة والمساحة الشاسعة؟.

حتما هناك أسباب وعوامل كثيرة دينية وثقافية واجتماعية ومادية ونفسية كما أن للمؤسسات الرسمية وأنظمتها دور يساهم في نمو هذه الثقافة الرغبة للموت والانتحار، بل سياستها من أهم الأسباب لصناعة ثقافة الموت والانتحار والتمرد على القوانين.

حيث هناك مشكلة دينية كالغرور الديني بحيث أصبح التدين مجرد مظهر خارجي قشري، يعتمد على فكر ديني أحادي متشدد، لا يؤمن بالتعددية وحق الاختلاف مما يؤدي إلى التطرف وينشأ متطرفين وحالة من الازدواجية في الشخصية، والسلطة هي من صناعة ذلك عبر سياستها وفرضها للفكر التكفيري على الجميع في مناهج التعليم وفي وسائل الإعلام الرسمية وتكفير المكونات الوطنية، ونشرها لذلك الفكر في الخارج.

فالتعليم الرسمي مركز بالمواد الدينية طوال سنوات الدراسة منذ المراحل الأول إلى سنة التخرج من الجامعة حيث يؤدي إلى تخريج بعض الطلاب  من دون دين أو متطرفين مستعدين للموت والانتحار لمجرد دعوة وتشجيع من قبل رجال دين باسم الدين، انه تعليم مجرد من الثقافة الحقوقية والحرية واحترام الرأي والرأي الآخر والتعددية الفكرية.

بالإضافة إلى مشكلة عدم القدرة على التعبير عن الرأي وحالة الإحباط، مما يؤدي إلى حالة الغضب والكراهية واليأس من الحياة والرغبة في الموت والانتحار.. بالإضافة حرمان الشباب «ذكور أو إناث» من ممارسة حرية التعبير.

وهناك أزمات ومشاكل كثيرة ومنها الأزمة الإجتماعية كوجود الطبقية والمناطقية والقبلية، نتيجة فشل السلطة في بناء دولة حضارية تمثل الجميع.

الأزمة الإقتصادية تنخر في جسد الوطن كانتشار حالات الفقر والعوز والبطالة فرغم المال الوافر والدخل القومي الهائل فهو لا يصل لكافة المواطنين حيث أكثر من 70 بالمئة من عدد السكان يصنف فقيرا لا يملك القدرة على شراء منازل. هل الأرض الشاسعة مملوكة لأشخاص معينين من قبل العائلة الحاكمة ليكون أكثر من 70 بالمئة من الشعب لا يملك مترا؟!. نعم وهو كذلك بسبب الفساد واستغلال المناصب من قبل العائلة الحاكمة ومن يدور في مدارها. والكل يعلم النتائج. إذا دخل الفقر بيتا جلب معه الذل والعار والخوف والهوان والكفر وكما جاء في الحديث عن الرسول الأعظم (ص) : «كاد الفقر أن يكون كفرا». وقال الإمام علي : «لو كان الفقر رجلا لقتلته». وفي ذلك دلالة على الآثار المدمرة للفقر على الإنسان والمجتمع. وقال الإمام علي (ع) : «عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه».

وحتما لسياسة السلطة الدور المباشر الذي ساهم في صناعة ثقافة الموت والانتحار أو كما يعرف بظاهرة الانتحار وقابليته لدى بعض الشباب السعودي، حيث حدث تغيير في ذهنية المجتمع السعودي ومنها الازدواجية وضياع الثقافة والهوية في العقود الأخيرة، جعلت بعض الشباب البسيط صيدا سهلا لمن يبحثون عمن ينفذ مآربهم الخاصة باسم الدين أو باسماء أخرى عبر العمليات الانتحارية والمشاركة في الحروب التي تقع في العالم!!. حيث تم استغلالهم في عمليات قتل الآخرين الأبرياء في العديد من البلدان باسم الجهاد - وهو انتحار -، كما تم استغلالهم بالمشاركة في عملية 11 سبتمبر الشهيرة. ودفع الوطن والمواطنين والعرب والدين الإسلامي الضريبة غاليا، حيث استغلها أعداء الأمة العربية والإسلامية والإنسانية لتحقيق أهدافه.

وللأسف الشديد وإلى غاية اليوم ما يزال الشباب السعودي يستغل من قبل الآخرين، ودمه يهدر في بعض المواقع التي تشهد حروبا طاحنة بحاجة إلى حطب وانتحاريين!!.
وللحديث تتمة،،

أضيف بتاريخ :2016/12/21