آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

لا فلوس: لا خدمة !


طلال القشقري ..

بالأمس، وحال دخولي لحسابي البنكي عبر الهاتف المصرفي، أتتني رسالة صوتية بأنّ هناك مخالفة مرورية مُسجّلة ضدّي، وأنّ بإمكاني تسديدها فوراً بالضغط على زرّ واحد فقط!.

هذا معناه وجود ربط إلكتروني معلوماتي بين إدارة المرور وبين البنك، ورغم ضيقي من المخالفة اعتبرتُ الربط خدمةً لي بتسهيل التسديد، وخدمة أيضاً لإدارة المرور بتسريع وصول قيمة المخالفة المرورية إليها!.

لكنّي هنا أستغرب عدم لجوء جهاتنا لمثل هذا الربط المفيد إلّا في حالة وجود عائد مالي لها، فإن لم يكن هناك عائد فلا تكترث بالربط حتى إذا تضرّر الناس!.

سأعطيكم ٣ أمثلة:

كم من محكمة أجّلت حكمها في قضايا الناس لأسابيع أو لشهور لحاجتها لمعلومات من جهات أخرى غير مربوطة بها إلكترونياً، مع تضرّر الناس!.

وكم من أرملة محتاجة أُوقِف صرف راتب تقاعد زوجها المُتوفَّى بسبب عدم تحديث معلوماتها الشخصية، ولو كان هناك ربْط إلكتروني بين الجهات المعنية لما تضرّرت الأرملة!.

وكم من امرأة مُطلّقة مُنِعَت من السفر في المطار بسبب عدم إسقاط طليقها لاسمها من دفتر العائلة، وبالتالي احتاجت لتصريح منه، وأيضاً لو كان هناك ربط إلكتروني بين الجهات المعنية لما تضرّرت المرأة!.

يعني بالمُفتشر: لا فلوس: لا خدمة ربط، فأين الحكومة الإلكترونية الشاملة التي صُجّت آذانُنا بها؟ أهي كلام ليل يمحوه النهار إلّا إذا عاد بالمال على الجهات؟ هذا تصعيبٌ على معيشة الناس، ويحتاج لتصحيح نظرنا إلى طريقة إدارة المعاملات التي تحتاج لمعلومات كي تُنجز سريعاً، أمّا إذا لم نُصحّح نظرنا بالليزك أو بغيره فلنتسلَّ بقول الشاعر:

رأيْتُ النّاسَ قَدْ مَالُوا إلى مَنْ عِنْدَهُ المالُ..

ومَنْ لا عِنْدَهُ مالُ

فعنْهُ النّاسُ قَدْ مَالُوا..

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/01/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد